Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أيُّ جرم..؟! أيُّ جرم..؟!
بقلم:خالد المالك

الساعة تقترب من الثانية عشرة بعد منتصف الليل..
أطفال أبرياء كثر كانوا قد خلدوا إلى النوم بعد يوم حافل بالحيوية والنشاط..
وبعض آباء وأمهات أودعوا أطفالهم وودعوهم في رعاية الله وعنايته وغادروا منازلهم لظرف أو سبب مثلما يفعل كلٌّ منا..
جميعهم كانوا على يقين بأن السكينة والأمن والهدوء تخيِّم على أجواء منطقة السكن وما حولها.
* * *
وفجأة..
وفي ذهول قاتل..
ودون مقدمات..
يقطع دويُّ الانفجارات سكون المنطقة وهدوء مدينة الرياض بكاملها..
يتحدث الناس عن عمل إرهابي كبير في الرياض..
يُسمع صوته على امتداد مساحة المدينة المكتظة بالناس والسيارات..
وفي ذهول..
ومع الصدمة..
ومع الإيمان بأنه لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا..
يتسابق الناس إلى حيث مصدر هذا الدويِّ العنيف والهائل..
يتزاحمون..
وقد مَسَّهم الخوف والجزع..
والشعور بالمرارة والأسى.
* * *
ها هم الناس قد وصلوا للتو وأصبحوا بالقرب من موقع الجريمة البشعة..
حيث تشتعل النيران بقوة..
والمباني تتهاوى..
والمجمَّع الجميل يتحول إلى أنقاض..
والناس في داخله بين قتيل وجريح..
وبالكاد يحاول رجال الإطفاء والشرطة وغيرهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
* * *
وبين بكاء هؤلاء الأمُهّات على هذه المشاهد الدامية..
وأنين الأطفال الأبرياء من إصابات قاتلة تعرضت لها أجسادهم الغضة..
بين جثث القتلى وقد مَزَّقتها الانفجارات الحاقدة..
وتلك الإصابات التي تتزاحم سيارات الإسعاف لنقلها إلى غرف العمليات بالمستشفيات..
يثور سؤال مُهِمٌّ:
ماذا يريد هؤلاء..؟.
* * *
فنحن في رمضان..
أقدس الشهور..
وفيه نُزِّل القرآن الكريم..
حيث يصوم فيه المسلم عن اللغو..
وهؤلاء لا يصومون حتى عن قتل الأبرياء..
يصوم فيه المؤمن التقي عن إيذاء الآخرين ولو بكلمة..
وهؤلاء يؤذون الناس بالحديد والنار، بل ويقتلون الابرياء بدم بارد..
فما الفرق بين تهديم إسرائيل لمنازل الفلسطينيين على ساكنيها وبين ما يفعله هؤلاء في الرياض ومدنٍ أخرى في المملكة؟.
* * *
لقد آن الأوان..
لإيقاف مسلسل العنف وأساليب الإرهاب..
مثلما آن الأوان لبحث أسبابه ومقوِّماته وسُبل القضاء عليه..
وتلك مسؤوليتنا جميعاً..
وعلينا ألا نكلها للحكومة فقط ونُخلي أنفسنا من أيِّ دوٍر مساند..
أو أن نقف من الإرهاب والإرهابيين موقف المتفرج إن لم أقل موقف الشامت.
* * *
حماك الله يا وطننا الغالي من شرور أعدائك..
والعزاء كل العزاء لذوي من فقد حياته بفعل فاعل حاقد..
والدعاء الحار بالشفاء العاجل لكل من تعرض لسهم ناريٍّ في هذا المصاب الجلل.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved