* كتب- جاسر عبدالعزيز الجاسر:
أوضح نائب وزير الخارجية الأمريكي السيد ريتشارد ارمتاج أن اغلاق سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض لم يكن عائداً لتوقع انفجار مجمع المحيا السكني في الرياض وإنما كان لمراجعة الاجراءات الأمنية ولتوقع هجوم من عناصر القاعدة مؤكداً أن الانفجار يحمل لمسة القاعدة جازماً بأن القاعدة خلف هذه الأعمال الاجرامية فهم يهدفون إلى تقويض أمن المملكة وأمن العالم بشكل عام، وسوف نفتح أبواب السفارة بعد مراجعة الاجراءات الأمنية مع المسؤولين السعوديين وقال إننا نثق تماماً بالأمن السعودي وجهودهم مقدرة من السفارة الأمريكية.
وقد نقل السيد ريتشارد ارمتاج تعازي بلاده إلى حكومة وشعب المملكة في ضحايا الاعتداء الآثم الذي استهدف الأبرياء أمس بالرياض.
وقال ارمتاج في حديث للصحافيين في ختام زيارته للمملكة انني جئت أحمل تعازي الشعب الأمريكي للشعب السعودي في ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الأطفال والأبرياء نفذته مجموعة من المجرمين. وأشار إلى ان الرئيس بوش هاتف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ونقل له تعازيه الشخصية وتعازي الشعب الأمريكي معبراً عن شجبه لهذا العمل الاجرامي.
وأبان في معرض رده على أسئلة الصحافيين أنه بحث مع الأمير عبدالله العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك كما تطرقت المباحثات إلى مكافحة الإرهاب والتعاون بين البلدين لملاحقة الخلايا الاجرامية ومن يمولها أو يساندها.
وحيا جهود المملكة في مكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين الذين يهدفون إلى ترويع الآمنين كما نوه بجهود رجال الأمن السعوديين وقال إنهم قبضوا على مجموعة كبيرة من الإرهابيين وكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ويظهرون شجاعة في القبض على المجرمين وحفظ الأمن وحماية أرواح المواطنين ويحققون نجاحات متميزة في هذا المجال.
وعبر عن ثقته بأن هذه الأعمال الإرهابية لن تثني الاصلاحات الكبرية التي يقودها الأمير عبدالله في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية بالمملكة مشيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الخطوات الإصلاحية التي تجريها المملكة.
وحول الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الأمريكية مما أثر على مستوى النشاطات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين قال إن أحداث سبتمبر عكست آثاراً سلبية على مسار العلاقات السعودية - الأمريكية إلا ان وسائل الإعلام بدأت حالياً تدرك ان المملكة ضحية للإرهاب وان لها جهوداً كبيرة في محاربته ونلاحظ ان وسائل الإعلام الأمريكية بدأت تتفهم الموقف وهي تتغير إلى الأحسن حيث أدركت ان المملكة تحارب الإرهاب وان ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية وليست مرتبطة بشعب بعينه.
وأوضح السيد ارمتاج ان عناصر الاقاعدة يعملون على تنفيذ هجمات إرهابية وان هذا التفجير هو إحدى عملياتها الإجرامية حيث انه يوجد بينه وبين تفجير 12 مايو الماضي شبه كبير كما ان مواقع القاعدة على شبكة الانترنت أشارت إلى ذلك.
ونوه بالدعم السعودي لإعادة إعمار العراق وأفغانستان وقال إن المملكة تقدم مساعدات للعراقيين والأفغان لإعادة إعمار بلادهم والنهوض بتنميتهم.
وأكد ان منظمة القاعدة لها أهداف شريرة وهي تعمل ضد حكومة وشعب المملكة وأعمالها لا تمت إلى الإسلام بصلة إذ ان الإسلام لا يقر بقتل الأبرياء من خلال المتفجرات.
وحول الاجراءات المتشددة التي تفرضها السفارة الأمريكية على منح التأشيرات للسعوديين مما عطل كثيراً من مصالح الطلاب السعوديين قال ارمتاج: ان مشاكل منح التأشيرات لدخول الولايات المتحدة الأمريكية لا تقتصر على المملكة وإنما تلقينا عدة شكاوى من عدد من الدول بشأنها حيث تم التشديد على منح التأشيرات لعوامل أمنية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقد تسبب ذلك في عدة مشاكل وآمل ألا يطول ذلك بالرغم من ان برنامج مكافحة الإرهاب ربما يستمر ولعدة أجيال كما ذكر الرئيس بوش حيث أشار إلى حرب طويلة إلا ان ذلك لو استمر طويلاً سيتسبب في مشاكل في العلاقات بين البلدين على مدى الأجيال القادمة وآمل ان يتم حل ذلك.
وعن الاجراءات التي تتخذها الولايات الأمريكية لفرض الديمقراطية في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط قال ارمتاج: ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تفرض الديمقراطية وإنما تشجع الدول على اتخاذ خطوات في توسيع الديمقراطية حيث ان الإسلام لايتعارض مع الديمقراطية ونحن نثمن الخطوات الاصلاحية التي تتخذ دولاً في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية نحو الديمقراطية مثل الانتخابات في المجالس البلدية والحوار الوطني وغيرها.
وعبر عن أمله بأن تستقر الأوضاع في العراق مشيراً إلى أن القوات الأمريكية تعمل جل جهدها لحفظ الأمن وتوفير الحرية للشعب العراقي وان هناك تجاوباً من بعض شرائح الشعب وخاصة في المناطق الجنوبية ونفى ان تكون القوات الأمريكية فشلت في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق وقال إن هناك برنامجاً لجلب معدات لإنتاج أسلحة بيولوجية وأسلحة دمار شامل قام به النظام العراقي السابق وهناك تقارير تعد بهذا الخصوص.
وأوضح ارمتاج ان القوات الأمريكية تراقب الحدود مع إيران وهي تمنع مجاهدي منظمة خلق من التسلل إلى الأراضي العراقية وتحد من أي نشاطات عسكرية لها.
|