* واشنطن - أ.ش.أ:
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس النقاب عن أن الإدارة الامريكية التي يتزايد انزعاجها من فشل مجلس الحكم العراقي في انجاز أي عمل حاسم تفكر في البدائل الممكنة لهذا المجلس كي تضمن امكانية تسليم السلطة السياسية وتحديد سرعة سحب القوات من هناك في الوقت نفسه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في واشنطن وبغداد ان الولايات المتحدة اصابتها خيبة أمل شديدة في أعضاء مجلس الحكم الذين اختارتهم بعناية بعد ان أمضوا وقتا في خدمة مصالحهم السياسية والاقتصادية يفوق ما أمضوه في التخطيط لمستقبل العراق السياسي وخاصة ما يتعلق بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد.
وقال مسؤول أمريكي تحدث للصحيفة وطلب عدم ذكر اسمه لسنا سعداء بأي منهم، فهم لا يعملون كمجلس تشريعي أو حاكم ونحن بحاجة للتحرك قدما.
فيما صرح مسؤولون أمريكيون آخرون بأن السفير روبرت بلاكويل مسؤول مجلس الأمن القومي الجديد الذي يتولى الاشراف على العملية الانتقالية في العراق بدأ أمس زيارة غير معلنة للعراق للقاء الساسة العراقيين لنقل تصوراتهم في هذا الشأن الى واشنطن، كما يبحث بلاكويل الخيارات الامريكية مع بول بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق.
بل ان مسؤولين أمريكيين وفرنسيين قالوا ان الولايات المتحدة تدرس اقتراحا فرنسيا سبق رفضه لإنشاء قيادة عراقية مؤقتة على غرار النموذج الافغاني وهو اقتراح يقوم على عقد مؤتمر وطني مثل مجلس اللويا جيرجا الافغاني لاختيار حكومة مؤقتة تتمتع بحقوق السيادة. وأوضحت الصحيفة ان الخيارات الاخرى التي تبحثها الادارة الامريكية تتضمن تغيير ترتيب مراحل العملية الانتقالية إذا تبين انها ستستغرق وقتا أطول مما كانت تخطط له الولايات المتحدة التي طالما كانت تصر على ان وضع دستور جديد للعراق هو الخطوة الاولى الاساسية وان الانتخابات تمثل المرحلة الاخيرة في تسليم السلطة. ولكن الصحيفة تقول ان المسؤولين الامريكيين يتحرون الآن امكانية تشكيل حكومة انتقالية ذات سيادة فعلية لتتولى الحكم لحين وضع دستور جديد واجراء الانتخابات، وهو أمر يحاكي من جديد النموذج الافغاني حيث يتولى الرئيس حامد قرضاي مقاليد الحكم فيما يجرى صياغة دستور وطني جديد لافغانستان فيما ستجرى الانتخابات هناك في يونيو القادم بعد عامين من سقوط نظام طالبان.
| 
