* تغطية - عبدالحفيظ الشمري:
في سياق الأنشطة المنبرية لنادي الرياض الأدبي لهذا العام تم مساء يوم الثلاثاء 2/9/1424هـ إقامة محاضرة بعنوان «رمضان في آداب الشعوب الإسلامية» وذلك في قاعة الأنشطة المنبرية في النادي بحضور متوسط حيث استهل المحاضرة رئيس النادي الأستاذ الدكتور محمد الربيع بالحديث عن هذه المحاضرة التي أشار فيها إلى أنها امتداد لمحاضرة سابقة أقيمت العام الماضي في هذا الموضوع تحديداً.
تحدث الدكتور الربيع عن أمور عديدة جعلت من هذا الشهر الكريم مناسبة مهمة وعظيمة كان فيها العديد من الأحداث الخالدة في حياة الأمة الإسلامية؛ فقد أشار إلى أن كثيراً من الأدباء والكتاب والشعراء قد سجلوا مواقفهم وانطباعاتهم حيث تبينت عقيدتهم الصالحة التي تنطلق من رؤية إسلامية تؤكد أن اللغة هي أهم مقومات العمل الأدبي كيف لا واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم؟؛ ليؤكد في مجمل حديثه على ضرورة أن تكون هناك آداب سيرية توضح حقيقة هذا الشهر وأهميته في حياة المجتمع المسلم.
كما أكد الدكتور الربيع على أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تصدر سلاسل في آداب الشعوب وهي مجلدات حافلة في هذا النوع من الأدب والثقافة التي تعد مادة مهمة للباحث والدارس؛ فقد أشار إلى أن هناك عدة بحوث تؤكد على أن اللغة العربية ترتبط ارتباطاً وثيقاً في لغة القرآن الكريم الذي يفسر العديد من المصطلحات الدينية في حياة الأمة الإسلامية والذي يؤثر بلا شك على اللغات الأخرى لتستفيد من هذه المصطلحات التي يرى أنها ما زالت بحاجة إلى مزيدمن البحث والاستقصاء..
ثم جاء دور الفارس الثاني في هذه المحاضرة وهو الدكتور سهيل صابان الذي قدمه الدكتور الربيع شارحاً سيرته الذاتية ومسيرته العلمية فهو - كما يشير مدير المحاضرة - باحث في مجال التراث التركي وصدر له العديد من المؤلفات ربما أهمها وأبرزها المعاجم العثمانية والتركية كما أنه ترجم العديد من الأعمال الأدبية التركية إلى لغات أخرى منها العربية.
جاءت ورقة الدكتور صابان سرداً بسيطاً لمظاهر «رمضان» في حياة المجتمع التركي حيث أشار إلى أنه من أهم الأوقات في حياة المسلمين في تركيا إذ تظهر فيه الوحدة الإسلامية وتتجلى روح الإيمان في الصائمين والقائمين.
وذكر المحاضر د. صابان أن هناك مصطلحاً عربياً في الأدب التركي يشير إلى أن رمضان يقال له «سلطان الشهور» نظراً لمكانته بين الشهور ولقدسيته في قلوب المجتمع المسلم في تركيا كما أوضح أن اللغة العربية هي التي يقدم من خلالها هذا الشهر الكريم كما أن هناك اللغة التركية التي ينطق بها الأتراك وهي لغتهم الأم.
من جهة أخرى، ذكر المحاضر أن الاهتمام الشعبي واضح في هذا الشهر الكريم فقد ارتبط بعض الأسماء باسم هذا الشهر مثل «صائم وصائمة» و«رمضان».
كما أوضح أن العادات الرمضانية في المجتمع التركي قد أخذت مكانتها في ثقافة الأمة الإسلامية فمنذ القرن السادس عشر ظهرت كتابات أهمها ما كتبه «ثابت الأندروني» وأخوه «نديم» حيث يطالع القارئ الكريم أن هناك كتابات ومقالات ومؤلفات قدمت فكرة الصيام والقيام والعادات في شهر رمضان فكانت - حسب رأيه - جميع هذه الكتب ولاسيما الشعر منها منصباً على إظهار محاسن القرآن الكريم وفضائل هذا الشهر العظيم.
واستطرد المحاضر في ذكر العديد من الشواهد الشعرية في اللغة التركية وترجمها إلى العربية حيث قدم تجارب بعض الشعراء المخضرمين من أمثال إبراهيم عاكف وغيره ممن عنوا بهذه الألوان الأدبية.
ثم قدم مدير المحاضرة الدكتور الربيع الفارس الثاني للأمسية الأستاذ هارون المهدي علي ميرا ليتحدث عن الآداب الافريقية في هذا الشهر الكريم حيث أشار في بداية ورقته إلى أن الأدب في افريقيا كما هو معلوم هو أدب شفاهي وتغلب عليه أفكار الخيال والأساطير إلا أنه أكد في سياق ورقته على أن هناك ندرة في العمل الأدبي لاسيما الشعر والقصة لأن هناك ندرة في التناول واللغات الافريقية في مجملها ليست لها أبجديات محددة بمعنى أنها تعتمد على المحادثات والمشافهة فقط.
ويشير الباحث الأستاذ هارون المهدي من واقع دراسته في كل من مالي والنيجر وبعض البلاد الافريقية الى أن هناك ارتباطاً ثقافياً في حضارات سابقة كحضارة «مملكة مالي» حيث ارتبطت الرؤى في كل ما يقدم عن تلك البلاد ولكن من منطلق الأدب القديم.
وأكد هارون على أن اللغة العربية كان لها وجودها المتميز قبل الاستعمار وحينما جاء استبدلت باللغة العربية لغة الغزاة فقد كان هناك ادعاء سافر يقول بأن الأدب الإفريقي هو من قبيل الأدب الغربي وهذا محض افتراء.
وذكر عدة شواهد شعرية على فضائل الصوم في هذا الشهر الكريم وأبرزهم شعراء من مالي والنيجر وبلاد أخرى.. كما ذكر أن هناك لغات أخرى كتب فيها عن رمضان والحج والعمرة.
الفارس الثالث في هذه المحاضرة هو الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم الذي عنون ورقته ب«كتابات المسلمين في اليابان» حيث تخصص الدكتور عبدالحميد في جانب من جوانب ثقافة المسلم في اليابان وأشار إلى أنها نادرة جداً لأن الإسلام قد دخل متأخراً في هذه البلاد.
وأورد بعض الشواهد الشعرية مثل كاتبة يابانية رمزت لاسمها بحرف «ت» زارت بعض البلاد العربية والإسلامية في مطلع الثمانينات وكذلك الأديب والكاتب «ناتسومي تاكاوا» وله عدة مقالات أبرزها ظاهرة حرب رمضان 1973م بين العرب وإسرائيل، وكذلك كتابات نور الدين نوري أو نور محمد، وكذلك كاتب رمز لنفسه بحرف «س» وكتب عن رمضان وآداب الصيام في بلاد المغرب وتحديداً في مراكش وهناك - كما أشار المحاضر - الى دراسات قدمت من الصين حيث ورد العديد من الدراسات ربما أبرزها ما كتبه «ناكا آباسي» أو «نور الدين محمد» فقد شرح العديد من عادات المسلمين في الصين والهند والشرق والبلاد العربية ولاسيما السعودية حينما زارها مرات عدة لأداء فريضة الحج.
في نهاية المحاضرة سمح الدكتور محمد الربيع للحضور بطرح الأسئلة والمداخلات حيث تداخل مع المحاضرة كل من الأساتذة عبدالراضي عبدالمحسن، ومحمد عقده، ومحمد الهواري.
|