الساعة الثالثة عصراً صهد وحر يودعنا بموجات لاهبة. أربع نساء يقرعن زجاج السيارات متدثرات بالسواد الخالص. الخامسة طفلة تجوس خواء الوجوه المزدرية حيناً، والمشفقة حيناً آخر.
من طرافة القول ان سادساً يقاسمهم حيز الإشارة المرورية الأخرى ان هذا الشخص المتصنع للحاجة والفاقة والعوز لا يتورع عن استجداء أي سيارة حتى وإن كانت لمسؤول أو موظف من قطاعات توكل لها مهمات القضاء على مثل هذه الظواهر..بربكم أهو غباء من «المتسول»، أم عدم مبالاة بمن حوله.. فالمهم لديه أن ينجز العمل ويلم الغلة ويعب من معين هذه النحل والهبات التي تتكاثر حسب الأحياء وحسب التضاريس الاستجدائية التي يبرع فيها هؤلاء.
في السابعة مساء يأتي شاب عيناه تتثاقلان بالخدر، وبما اغترفه من بئر النوم ممشطاً لامعاً مشذباً.. يأتي لينجز مهمته التي فصلت له بشكل مدروس وهي توصيل هؤلاء إلى أماكن النصب والاحتيال التي يبرعون بها وإعادتهم.
في الثامنة او التاسعة - حينما يتم القبض عليهم في لحظة وعي نادرة - يتسولون بتوسلات، ويمارسون طرقاً قد تكون خفية وملتوية من أجل أن يخرجوا، فلديهم في الغد الباكر عمل سينجزونه، سينقلون من «إشارة عبداللطيف جميل/ تايوتا» في الشمال إلى الصناعية في الجنوب وعلى هذا المنوال نبتز وينصب علينا.
|