الصليب الأحمر يفوز بجائزة نوبل للسلام

  في 1944كانت الحرب العالمية الثانية مختلفة عن الحرب العالمية الأولى، هذه الفترة التي ناضل فيها الإنسان من أجل الحياة والحرية على نطاق غير مسبوق في سجلات التاريخ، ولم تتح في فترة الحرب العالمية الثانية إلا فرص ضئيلة للحديث والعمل من أجل السلام، على عكس سنوات الحرب العالمية الأولى، التي عاشت فيها أيديولوجية السلام، بل تركت أثراً ملموسا على الكثير من البلدان المشاركة في الحرب والمحايدة.
لكن لجنة جائزة نوبل وجدت بعض من تمكنوا -حتى خلال الحرب الأخيرة- من العمل لخدمة قضية الإنسانية وخلق منظمات دولية تتولى مهمة تحقيق حلم منع الحرب، ولعل ذلك ما جعل لجنة نوبل أن تقرر منح جائزتها عن عام 1944 للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقد فازت اللجنة الدولية للصليب الحمر بجائزة نوبل للسلام في مناسبة سابقة في سنة 1917، حين تم منحها الجائزة بينما كانت الحرب العالمية الأولى على أشدها، لكنها في هذه المرة فازت بالجائزة بعد أن وضعت الحرب أوزارها واشرق فجر السلام. لكن في الحالتين، أتى الفوز بالجائزة ثمرة للعمل الذي أداه الصليب الأحمر الدولي أثناء الحرب. لقد أحسن فيليب نويل بيكر صنعا حين اقترح منح الجائزة للجنة الصليب الأحمر الدولي لأنها رفعت أثناء الحرب راية مفاهيم أساسية، هي التضامن بين أفراد الجنس البشري، وتشابه المصالح الحيوية لمختلف الأمم، والحاجة إلى تفاهم وصلح حقيقيين إذا قدر للسلام أن يعم. وبذلك يكون الصليب الأحمر الدولي قد أسهم في الترويج لفكرة «الإخاء بين الأمم».