قدم موردخاي فانونو أحد الفنيين المتخصصين في المجال الذري في عام 1985 أفضل صورة عن ترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية، مدعمة بالصور الفوتوغرافية.
كان فانونو يعمل فنيا في مفاعل ديمونة، وحدث أن التقط سراً صوراً فوتوغرافية للمفاعل، ثم هاجر إلى استراليا ونشر بعض ما لديه من مواد في صحيفة «لندن صنداي تايمز». بعد ذلك تم اختطاف فانونو بمعرفة عملاء إسرائيليين، وتمت محاكمته، وسجن. كانت البيانات التي قدمها فانونو توضح وجود برنامج نووي معقد شديد التطور في المفاعل حيث يشمل ما يزيد على200 قنبلة، بأدوات إطلاقها، وقنابل نيوترونية، ورؤوس قذائف يمكن تركيبها على صواريخ من طراز إف - 16، ورؤوس قذائف من طراز أريحا. وتبدو الأسلحة المزودة بأدوات الإطلاق التي ظهرت في الصور الفوتوغرافية التي التقطها فانونو شديدة التعقيد، مما أوحى بالحاجة إلى اختبارها. وقد كشف فانونو للمرة الأولى عن أماكن فصل البلوتونيوم الموجودة تحت الأرض، حيث كانت إسرائيل تنتج 40 كيلوجراما من البلوتونيوم سنويا، وهو ما يفوق التقديرات السابقة بعدة أضعاف. كما أظهرت الصور الفوتوغرافية تصميمات معقدة يقول الخبراء العلميون أنها مكنت الإسرائيليين من بناء قنابل باستخدام مقدار ضئيل من البلوتونيوم يبلغ 4 كيلوجرامات.
وقد زادت هذه الحقائق من تقديرات إجمالي المخزون الاحتياطي النووي الإسرائيلي. وبنص كلمات أحد الأمريكيين: بوسع الإسرائيليين أن يفعلوا أي شيء نفعله نحن أو الاتحاد السوفييتي. ولم يكتف فانونو بإذاعة التفاصيل التقنية لبرنامج المخزون الاحتياطي النووي لإسرائيل على الملأ، بل أدى ما فعله فانونو بإسرائيل إلى إخفاء اعترافها الرسمي بقوة الردع النووي التي تمتلكه. فقد بدأ الإسرائيليون بالنشاط النووي ولكن ليس بكامل الحقائق عنه.
|