كثير من الأفكار الجميلة والرائعة يقتلها حب الاستعجال في تطبيقها أو تجربتها وان من خير ما سمعنا به ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من تجربة مجالس الشورى في المدارس والخاصة بالطلاب وكم تمنينا ان يسبق إقامة المجلس شرح عام، مفصل وبيان يوجه لجميع الطلاب يوضح فيه معنى الشورى وتأصيلها وأهميتها وتوضيح أهدافها حتى يتكون لدى جميع الطلاب خلفية عامة عن الشورى ثم يتم بعد ذلك اختيار الطلاب الذين برعوا في فهم أهداف المجلس ونظام العمل فيه ليكونوا أعضاء في هذا المجلس. نحن بحاجة إلى تعليم الطلاب أسس الحوار وآدابه واحترام المعلم الذي لا يتعارض مع بيان وجهة النظر بكل أدب ولطف قبل أن ينخرطوا في هذه المجالس يحتاج العضو ان يحدد علاقته بزميله في المدرسة وكيف يستفيد منه في إيصال صوته إلى من يهمه الأمر وكيف تكون نظرته للأمور وما المعايير التي على ضوئها يطرح ما لديه من أفكار وكيف ستكون الطريقة المثلى لإيصال ما يريد ومناقشته وعرضه وإذا لم نحسن إيصال الأهداف العامة لمجالس الشورى إلى الطلاب فسنجني عواقب غير جيدة حيث يتحول الأمر إلى استهانة بذلك الأمر عندما يصبح غاية وكفى يجب ان نهتم في جانب تقرير أهمية المجلس والاهتمام بالآراء ولو كانت مخالفة للآخرين وألا يكون الهدف المخالفة وتصيد الأخطاء يجب ان نحرص على حسن التطبيق والبداية القوية المستندة على دراسة وعلم قائم بذاته لا أن يكون الأمر هامشياً مما يجعل للأمر انعكاساً خطيراً فيصبح المجلس على غير مكانه المناسب وان لنا في تجارب حصة النشاط ومادة التربية الوطنية أقرب مثل لسوء التطبيق وما ينتج عنه من آثار سيئة لا تخدم الأهداف المعدة مسبقاً فنحن نعلم كيف بدأت مادة التربية الوطنية بضعف حتى وصلنا الآن إلى عدم مبالاة كثير من الطلاب بهذه المادة وهذا قد يؤثر على تحقيق أهدافها وان الأمور التي كان ينبغي ان تبدأ بها الوزارة هو إقامة مجلس للشورى خاص بالمعلمين وفيه يتحقق إيصال الصورة واضحة من الميدان مباشرة عن التعليم والمبنى المدرسي والمناهج والمناشط الطلابية وغيرها من المواضيع التي تهم العملية التعليمية ولو لم يكن في هذا المجلس إلا أن يكون المعلم قدوة لأعضاء مجلس الشورى الطلابي فكيف يكون المعلم موجهاً لهؤلاء الطلاب وهو لم يمارس ذلك العمل ولم يتعرض لمواقف معينة تساعده على ان يستفيد منها ويفيد بها أبناءه الطلاب من خلال الخبرة والممارسة بل مع مرور الأيام سيكون لدى الطالب دراية بالشورى أكثر من معلمه من واقع التجربة والخبرة والوزارة بلا شك تعمل على أخذ آراء المعلمين في كثير من الأمور ولكن يظل الموضوع مشتتاً وغير منظم فإذا كان هناك مجالس للشورى للمعلمين أسوة بالطلاب على أقل الأحوال فسيتم طرح هموم المعلم والطالب والمدرسة ودراستها والنظر فيها فالمعلم هو الوحيد الذي يستطيع ان ينقل الصورة واضحة لمن يهمه الأمر وهو أقرب مسؤول للطالب وكم ستوفر الوزارة من الجهد في جانب أخذ آراء المعلمين لو أنشأت هذا المجلس حيث يكون المجلس ملجأ لكل فكرة أو رأي من المعلم ويكون مرآة صادقة للميدان تساعد الوزارة في وضوح الرؤية الميدانية.
إبراهيم محمد المريع |