Sunday 9th november,200311364العددالأحد 14 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى جنة الخلد يا أبا حمود إلى جنة الخلد يا أبا حمود
خالد بن عيسى العضياني

رحلت عنا أيها الرجل الطيب رحلت عنا أيها الصديق العزيز أبا حمود رحلت عن محبيك تركتنا أيها الطيب ورحلت إلى الأبد رحلت عن هذه الدنيا الفانية غير أسف عليها لأنك لم تسع لها كغيرك ولم تغتر بزينتها وزخرفها بل سعيت إلى الباقيات الصالحات إلى ما عند رب العزة والجلال سعيت في دنياك لأجل آخرتك لأجل الجنة دار القرار والنعيم المقيم جعلك الله ووالديك وذريتك وجميع المسلمين من أهل هذه الدار لقد عملت للقاء ربك وقد لقيته أمس عندما غابت شمسك عنا مع غياب شمس أول يوم من شهر رمضان المبارك دعوة لك قبل الإفطار وفي صلاة العشاء والتراويح بالشفاء ولم أكن أعلم أن روحك قد فاضت إلى بارئها..انني أنعيك أيها الصاحب وأبكيك كما بكيت على والدي وأعزي نفسي فيك قبل غيري نعم أنعيك وتنعيك جادتك التي أحفيت قدميك عليها سيراً على الأقدام صباح كل يوم جمعة إلى الجامع القديم بنفي البعيد جداً عن منزلك رافضاً ركوب السيارة طلباً للأجر والثواب وتنعيك كل جنبات وأركان الجامع القديم مع صوت كل أذان فيه يصدح بالسماء والذي منذ أن كنت أنا صغيراً أراك دائما تقوم بخدمته والاهتمام به والحرص عليه ولا تريد بذلك سوى مرضاة الله.
رحل عنا رجل عزيز هو بالنسبة لي بمقام والدي..إنه طيب الذكر عبدالله بن ناهض البراق صاحب أبي وصاحبي بعد أبي رحمة الله عليهما لقد فرّق الموت بيننا وأنا الذي قلت له قبل عدة سنوات في كلام بيننا لن يفرقنا يا أبا حمود إلا الموت وها هو هادم اللذات قد أخذه عنا وهذا أمر الله لا راد له إذا أتى ومن الوفاء لهذه الصحبة الطيبة التي امتدت لحوالي أربعين سنة كانت عامرة بالمحبة الصادقة المخلصة بعيداً عن صحبة المصالح من الوفاء أن أذكر بعض محاسن هذا الرجل وليست كلها فقد كان رحمه الله بسيطاً في حياته متواضعاً لم يعرف الكبر طريقاً إلى قلبه ولم يأبه بالمتكبرين والمتعالين كان نقياً تقياً وفياً نظيف السريرة طيب القلب يعطف على الصغار والمساكين بدون أن يعلم أحد.. كان كريم النفس والأخلاق ورغم ضيق ذات اليد لكنه كان عزيز النفس كريماً في محله فاتحاً بابه للرجال ومجلسه بعد المغرب أشهر مجلس في نفي منذ سنوات طويلة كان رحمه الله تربطه علاقة وثيقة مع ربه كان يشد الرحال في كل عام لأداء فريضة الحج ولم ينقطع عنها حتى وفاته وأحسبه عند الله من المقبولين إن شاء الله ولا نزكي على الله أحدا. كان شديد الحرص على إبراء ذمته وتسديد الدين والدليل هو قيامه ويكاد يكون هو الشخص الوحيد بسداد أقساط الصندوق العقاري رغم الراتب البسيط وهذا يدل على وفائه مع نفسه ومع الآخرين ومع الله قبل كل شيء وتقواه له ولم يتبق عليه من هذا الدين سوى أقساط قليلة وسوف يقيض الله له من الرجال الطيبين الموسورين أهل النخوة والشهامة من يقوم بتسديد دينه عنه.
أيها الراحل العزيز أبو حمود كما كنا نحب أن نسميك في حياتك والله ان مآثرك الطيبة والذكريات الجميلة معك كثيرة ولكن والله لا أستطيع فلقد أعلنت عجزي عن ذكر ما تستحق وفي هذه اللحظات بالذات وأترك لدموعي أن تعبر عن ذلك على الورق ولكني أعاهدك بأني لن أنساك ما دمت حياً وحقك علي أن أدعو لك في صلاتي مع صديقك الراحل أبي جمعني الله بكما في الجنة إنني أرثيك أيها الراحل العزيز عدد ما أشرقت الشمس وغابت وما اختفت النجوم وبانت. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وانا على فراقك يا أبا حمود لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا..عظم الله أجرك أيتها المرأة المؤمنة المحتسبة أم حمود وعظم الله الأجر والمثوبة لبناته المؤمنات الصابرات وعوضهن خيراً فيه وأحسن الله عزاءنا جميعاً فيه.
أسأل الله العلي القدير باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب أن يتغمدك بواسع رحمته وكريم فضله ومغفرته وأن يجيرك من ظلمة القبر وحشره وأن يسكنك الجنة مع الشهداء والصالحين وأن يجمعنا الله بك مع والديك ووالدينا وذرياتنا وجميع المسلمين في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved