Sunday 9th november,200311364العددالأحد 14 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أطفالنا والعناد أطفالنا والعناد
د. علي رضا /أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة بمستوصف البلاد الطبي(*)

إن الغضب والعناد عند الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى يعد سلوكاً طبيعياً حيث يميل الأطفال إلى إثبات الذات وإحدى وسائل إثبات الذات عندهم: العناد ويمكن أن تقرر أن الطفل الذي لا يمر بفترة يثبت فيها شخصيته هو طفل غير سوي والعناد خصوصا غير المبالغ فيه في مرحلة من مراحل النمو النفسي للطفل يساعد الطفل على الاستقرار واكتشافه لنفسه وأنه شخص له ذات مستقلة عن الكبار وهذا الاكتشاف يكسبه صفات الفردية والشجاعة والاستقلال. وبمرور الوقت يكتشف الطفل أن العناد والتحدي ليس هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه بل الأخذ والعطاء مع الكبار بما يحقق له رضاه عن ذاته ورضا الكبار عنه فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان له آفاقاً جديدة في اللذة والخبرات والمهارات الجديدة وخصوصا لو كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة ويؤمنان بالتفاهم مع الحزم المقرون بالعطف. والطفل ينتقل عادة من مرحلة العناد والتحدي إلى مرحلة الاستقلال النفسي في الفترة من الرابعة إلى السادسة من العمر وكلما كان الأبوان على درجة معقولة من الصبر والتعاون والفهم لنفسية الطفل ساعد الطفل على اجتياز هذه المرحلة بسلام والعكس بالعكس، فالأبوان اللذان يبالغان في الحزم والأمر والنهي والإرهاب قد يثبتان في الطفل أسلوب العناد والتحدي لإثبات ذاته.
أما عن أسباب العناد عند الأطفال فأغلب أسباب العناد عند الأطفال قبل سن الخامسة ترجع إلى علاقة الطفل بوالديه وأخواته وتحكمهم في تصرفاته وفرضهم رغبات معينة عليه تتصل بذهابه إلى الفراش أو تناول الطعام أو تنظيف الأسنان أو باتباع العادات الصحية التي تتصل بغسل يديه والتبول والتبرز وتمشيط الشعر أو تكليفه بقضاء الأمور في المنزل.
أما الجو العائلي غير المستقر، حيث يسود الأسرة التوترات الانفعالية نتيجة مشكلات السيطرة أو الخضوع بين الزوجين أو لعدم القدرة على التغلب على الخلافات الزوجية وعدم التعاون بينهما والخلافات بينهما حول تربية الطفل فالصحة النفسية للطفل تتأثر كثيراً بهذا الجو المتوتر ويؤدي ذلك إلى التوتر النفسي للطفل الذي يظهر بصورة نوبات غضب وعناد.
ونأتي إلى دور الوالدين لتجنب العناد المرضي:
نستطيع القول إن الطفل يعتبر سلوك الأبوين مثالاً لما يجب أن يكون عليه سلوكه ومن ثم فلا غرابة عندما يقلد الطفل أباه أو أمه أو أي أحد من أفراد البيئة التي حوله فالكبار قدوة للأطفال في أسلوب التعامل مع المواقف، فالطفل قد يلجأ إلى العناد والتصميم والعزم في سلوكه مع الوالدين وقد يصل درجة عناد الطفل بسبب إصرار الأم أو الأب لدرجة من العناد تجعله يتقبل أي نوع من العقاب في سبيل تنفيذ ما في ذهنه لإثبات وجوده وللدفاع عن هذا الوجود فكيف يمكننا أن نتوقع إذاً الطاعة من الطفل في هذه الظروف ولتجنب العناد المرضي على الأم أن تكون مرنة في تعاملها مع الطفل ويكون مبنياً على التعاون ومساعدته على إثبات ذاته بالاستجابة لبعض طلباته ما دامت في متناول اليد.
وهنا أسوق بعض النصائح التربوية لتجنب العناد عند الأطفال
* عدم التدخل المبالغ فيه في حياة الأبناء.
* يجب أن يقلع الآباء عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور.
* يجب ألا يكثر الآباء من نقد الطفل أو السخرية منه.
* لنحترم ممتلكات الطفل ولا نعبث بها أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك.
* الالتزام بالسياسة الثابتة مع المرونة وبدون قلق.
* لا يجوز أن يجاب الطفل لرغباته لمجرد صراخه أو غضبه أو عناده.

(*) زميل أبحاث بالأكاديمية البريطانية لطب الأطفال «لندن».

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved