Sunday 9th november,200311364العددالأحد 14 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التعليم .. مدخلنا الحضاري التعليم .. مدخلنا الحضاري
مندل عبدالله القباع

التعليم والتحضر متغيران مستقلان حيث يتبعهما المنهج، وتكنولوجيا التعليم، والتعلم الغائي والمعلم، والتخطيط المتوافق للنشاط الهادف.
ومن متطلبات التعليم ونظمه الكشف عن العقول المفكرة ودعمها من خلال تحديث أهداف النظام التعليمي واستراتيجياته ووسائطه، وإطاره الزمني وتنظيم الجهود، وتفعيل المناشط، وتوفير الموارد وصقل الكوادر اللازمة لتحديد النظام التعليمي المناسب للواقع الراهن وأهميته وعوائده ومن ثم مخرجاته.
وبدهي أنه لا يفوت على علمائنا الوضع في الاعتبار مناسبة النظام التعليمي الموضوع للفئات العمرية وخصائصها ومراعاة الفروق الفردية، وتوطيد العلاقات الاجتماعية، وتقوية روح الولاء، ودعم المواهب، وتقدير قيم وأساليب التفكير العلمي السليم الذي يلحقنا بقطار العولمة ونحن مسلحون بإمكانات التنمية التصنيعية وأسس التكنولوجيا المتاحة ووضع البنية الأساسية التي تناسب ظروف التشغيل الجديدة لإنتاج متكامل مادياً وثقافياً.
وهذا يزيد من حرصنا على أن يكون التعليم لدينا له دور منطقي وفاعل لإمكانية مواكبته ركب الحياة المعاصرة.
ومما لا ريب فيه أن حكومتنا الرشيدة من منطلق الوعي بالواقع وايضا الوعي الممكن نجدها حريصة كل الحرص على تحديث المناهج التعليمية، وفي نفس الوقت عدم ميلها عن ثوابت العقيدة فيما نتطلع إليه من تحديث يحقق غاياتنا العلمية وآمالنا في التطور التكنولوجي القائم على مناهج وأساليب العلم التقني الحديث مما يبعث فينا اليقين أننا حقا نستقل قطار التقدم والرقي في كافة الآفاق العلمية الباهرة التي أصبحت حديث كل من القاصي والداني على السواء، وذلك لأن سلم التقدم الذي نعتليه الآن لا يخضع لنسبية التوازن بين الممكن والطموح ولكنه يعبر عن خطوات الارتقاء المتلاحق الصاعد على طريق التعليم المجانس بمثابة متغير مستقل لمتغير الرقي الشمولي التابع الذي يظهر في التقارير الدورية للتنمية المستدامة.
والقارئ المهتم بهذه القضية يتابع لقاءات القيادة مع هيئات التدريس، تلك التي تتم بين فينة وأخرى مستهدفة متابعة خطط التعليم ودنوها أو بعدها عن خطط الدولة التي تنعت بالتقدم في هذا الصدد، وإمكانات اللحاق أو السبق إن أمكن ذلك، وتذليل الصعاب وتهيئة السبل أمام هذا الطريق مادامت دعائم ذلك متاحة ونمتلك ناصيتها ومحاولات السبق عليها وليس مجرد اللحاق بها.. والأمر ليس على الله ببعيد.
فإن كان التعليم يشكل قوى المجتمع المنتجة حسب ما هو راسخ في الفهم البيولوجي أن فكرة الارتباط بين التعليم ومناشط المجتمع الاخرى فالعلاقة موجبة بين التعليم وبين المناشط الاجتماعية والاقتصادية.
وما من غافل عما نصل إليه من علو شأن في الابداع التجاري الذي نبذ فيه بعض من المنتمين لمعسكر الفرنجة، في شتى المناحي التقليدية منها كقوافل البيد المتقدمة منها ما ينقل فوق السحاب أو بين الضباب، ناهيك عما قطعناه من مهارات فنون الصناعة خاصة تلك التي تعتمد وتنتمي للبتروكيماويات والمعادن الثمينة من الجبال الراسيات.
المهم في ذلك أن صقل هذه المهارات وإن كانت مكتسبة فهو يعتمد على الذكاء الفطري الذي يتمتع به بنو جلدتنا - ويقيناً- تنهض أساليب شحذها وصقلها وتهذيبها على متطلبات التعليم المتحضر واعتماده على منهجيات حديثة وارتكازها على دعامتين أساسيتين هما المعرفة العلمية والأخلاق الحميدة فهما صنوان لا يفترقان ولا يتباعدان، ويبدو أثرهما واضحاً في صرح نهضتنا العلمية أساس قيادة قطار التقدم في بلدنا. نحن لا نسوق ذلك إعجازاً لكننا نؤكد على معطيات المدخل السسيوثقافي وميكانيزماته الفكرية والبنائية في استدماج ثقافة المجتمع بما تحمله من نماذج وأنماط سلوكية في مسيرة الحياة المناهضة ونهضة الحياة الزاخرة بالأيديولوجية المذهبية.
وهكذا فإن التقدم الحضاري الذي ننشده ونحاول بلوغ قمته وكون أننا سائرون على الطريق فهاكم المثل فيما بلغته مساحة الزراعة المتقدمة لدينا على الرغم من طبيعة الأرض الصحراوية وظروف الري، وكيف اقتبسنا واستوعبنا الأساليب المتقدمة في الري المحوري أو الري بالتنقيط أو الرشاش أو الري السحابي أو المطر الصناعي أو غيره.
يرافق ذلك ما بلغته المملكة من تقدم صناعي في جنبات متعددة مثل صناعة الدواء والكيماويات والألمونيوم والبلاستيك وحديد التسليح خاصة أننا نقوم بتصديره بكميات وفيرة بفعل جودته وحسن خامته، وكم أننا بلغنا شأناً كبيراً في صناعة النسيج ومواد البناء.
وننتظر في الأيام القليلة القادمة أن تدخل المملكة في صناعة جديدة وحسبي أنها تجميعية في البدء - مثل تجميع آلات الميكنة الزراعية والصناعية والسيارات واللواري وغيرها وصولا - إن شاء الله- إلى محركات الطائرات.
فإن كان هذا أملاً فسبل تحقيقه هي التطوير المقصود والهادف في المناهج التعليمية ودلالات الرؤية العلمية للتقدم العلمي القائم على التطوير في مناهج التعليم وخطط تطوير المعلم التربوي، وبرامج تطوير الإدارة التعليمية المبدعة، والتكوين المهاري للمتعلم من خلال مباشرة خطوات تتفق مع خصائصه ومطالبه وإمكاناته.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved