Sunday 9th november,200311364العددالأحد 14 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
الجدل
أميمة الخميس

النظرية الجدلية التاريخية تقوم على فكرة أو أيدلوجية الجدل والتبدل أي أن كل نظام فكري أو تحديدا أيدلوجية، تحمل بداخلها نقيضها أو ضدها والتي مع مرور الوقت تتهرأ النظرية الأم ليحل بدلا منها نقيضها الذي يولد من رحمها، والذي يكفل الصيرورة التاريخية المتبدلة المتحولة دوماً كعلامة للحياة.
وأعتقد بأن هذه النظرية تلتقي بشكل أو آخر مع نظرية أوديب (لفرويد) وتحديداً عند نقطة قتل الأب، حيث الابن يقتل أباه، وبالطبع هو ليس بالقتل المباشر، ولكنه القتل الرمزي وبحيث يقتل الأبناء آباءهم كرمز وكسقف وكمنوذج مكتمل وصارم كي يستطيعوا استشراف آفاق أكثر اتساعا في الصيرورة الدائبة للبشر نحو الأفضل والاسمى.
وهاتان النظريتان بدأنا نشاهد ملامحهما بوضوح على بعض الحركات الدينية المتغلقة والمتطرفة، فمن قلب هذا التطرف بدأنا نسمع أصواتا مختلفة ومغايرة للطرح المنغلق، ان لم تكن تحديدا نقيضه، وبالتالي تسعى إلى أزاحة فكر الانغلاق والتطرف واستبداله بفكر حر ومستنير وأكثر علاقة بواقعه.
والمعروف عن الفكر المتطرف بأنه فكر نصوصي يأخذ النصوص ليطبقها بحذافيرها دون أن يربط بسياقها التاريخي، وبالتالي يجير الفرد بهدف خدمة النص، وليس النص بخدمة الفرد كما هو المفترض.
ولكن تلك الأصوات التي خرجت من رحم تلك الحركات وبيتنا نسمعها بوضوح تمتلك قراءة مغايرة وناضجة للتاريخ قراءة شابة فتية ومتحمسة وأكثر ارتباطا بالعصر.
واعتقد أنا من منظور شخصي بأننا يجب أن نشرع الأبواب جميعها لتلك الأصوات فهي من ناحية ليست منقطعة عن ماضيها وتراثها وهويتها التاريخية، ومن ناحية أخرى استطاعت أن تخترق الطرح المنغلق المتشدد بطرح أكثر استنارة وشمولية وصلة بواقعه، وأهم من هذا كله يمتلك قدرة على استيعاب الآخر والتعايش وإياه دون دعاوى التكفير والنبذ والإقصاء المولدة للعنف والدمار.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved