* بغداد-رويترز:
يتسلق جندي عراقي ينزف من جرح في بطنه أنقاض بناية دمرها القصف في بغداد ثم ينهار تحت وطأة الألم الذي تبدو ملامحه واضحة على وجهه.
وفجأة يصرخ عدي رشيد «اقطع». وتنتهي أول لقطة في أول فيلم سينمائي عراقي بعد الحرب.
بتمويل ذاتي محدود وممثلين يعملون مجانا يصور رشيد وطاقمه فيلم «غير صالح» عن حالة بغداد بعد الغزو الأمريكي وإسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين.
وقال رشيد «0 3 عاما» الذي يخرج فيلما لأول مرة في حياته «أريد أن أعرف معنى مواجهة الموت».
وأضاف«لعل الأمر ينطبق على أي حرب لكنه «الفيلم» عما جرى بالعراق خاصة في بغداد».
وفيلم رشيد ليس فقط أول فيلم منذ إسقاط صدام في إبريل الماضي بل إنه واحد من أفلام قليلة للغاية صورت في العراق منذ 1991 عندما فرضت الأمم المتحدة حظراً على البلاد في أعقاب حرب الخليج.
وجعلت العقوبات الدولية من الصعب الحصول على الأفلام الخام والتجهيزات الأخرى فتحولت صناعة السينما إلى أنقاض.
وقبل ذلك كانت لدى العراق صناعة سينمائية نشطة جداً. وقال رشيد الذي يبدي إعجابه الشديد بأعمال فدريكو فلليني وبيير باولو بازوليني وكونتين تارنتينو «الفرق الوحيد بين صناعة الأفلام الآن وصناعتها قبل ذلك هو أنه لم تعد هناك أي محظورات سياسية تمنعنا» وكان متوقعا من المخرجين في السابق صنع أفلام تتعاطف مع صدام حسين أو تتجنب الخوض في السياسة أو القضايا الحساسة. وفيما كان رشيد ومصوره يستعدان للقطة البداية في موقع التصوير بقلب بغداد القديمة عند زاوية بمقهى يرتاده الكتاب والمثقفون حتى الآن دوى صوت انفجار هائل في المكان.
كان الانفجار الذي بدأ وكأنه وقع قريبا جدا بمثابة تذكير قوي بخطر فعل أي شيء بما في ذلك صنع فيلم في شوارع بغداد حيث تخوض القوات الأمريكية معارك مع المقاومة العراقية.
|