إنْ أنت لا يعنيكَ كيف يبدو مظهركَ في الصَّباح، وأنتَ تحمل حقيبتكَ إلى المدرسة، أو أنَّكَ لا يعنيكَ ما هو مستوى إجاباتكَ في دفاتر واجبكَ، أو كنتَ لا تفكِّر في قاموسكَ اللَّفظي كيف هو نوعه، ولونه، ومستواه وأنتَ تخاطب الكبير، أو الصَّغير،... أو كنتَ لا يعنيكَ أيضاً أمر إتقانكَ لصلاتكَ، أو معرفتكَ بأموركَ الشَّرعية.
أو أنتَ أيضاً لا يعنيكَ من أموركَ صغيرها؛ في كيف تتعامل مع الباب وأنت خارج منه أو مدلف عنه، أو كيف ترتدي حذاءكَ، وتتناول ملعقتكَ، أو تجلس على مقعدكَ، أو تستخدم فرشاة أسنانكَ، أو كيف تكون هيئة حجرتكَ، بما فيها من ملابسكَ؛ أين تضعها أو كيف تستخدمها، أو أوراقكَ القليلة وكتبكَ الكثيرة، أو أحذيتكَ في أي مكان تستقرُّ عن قدميك، أو أقلامكَ على أية هيئة تستقرُّ عند ركن سريركَ، أو زاوية مكتبكَ...، أو كيف تكون خارج حجرتك تتعامل مع أفراد أسرتكَ، السَّائق، والمربِّية، والأب، والأخ، والأخت، والآخرين، أو إن كنتَ لا يعنيكَ أمر أفكاركَ كيف توظِّفها، أو ألفاظكَ كيف توجِّهها، أو عباراتكَ كيف تنتخبها، أو عواطفكَ كيف تعبِّر عنها، أو انفعالاتك كيف تنظِّمها.. أو كنتَ لا يعنيكَ شارعكَ كيف تكون علاقتكَ به، وبمن فيه، وبما فيه، وبمن يمرُّون به حتى مظهركَ الخارجي حين تخرج إليه كيف يكون؟...
كلُّ شيء عنكَ، ولكَ، ومنكَ، وفيكَ إن كنتَ لا يعنيكَ أمرها جميعها، جملةً وتفصيلاًَ...
فإنّني أريدكَ أن تعلم، أنَّ كلَّ ذلك يعنيني... ذلك لأنَّكَ ممثِّل لي...، عنكَ توجِّه لي أصابع الاتِّهام، أو الرِّضا، وعنكَ أكون ناجحاً أو فاشلاً، وعنكَ أعرف...
فإن كنتَ لا يعنيكَ أمركَ...
فليعنِكَ فيكَ أمري...
لقد بذلت لكَ العمر، وقدَّمت لكَ الذَّات والوقت، والجهد والبذل... فاعلم حفظكَ اللَّه أنَّني بكَ أسعد أو أشقى، أرضى أو أرفض...، وأكون أو لا أكون...
أبعد ذلك لا يعنيكَ أمركَ؟!
فإن كنتَ تريد معرفتي فأنا أبوكَ وأمُّكَ، وأنا معلِّمكَ، وصاحبكَ، وأنا بيتكَ ومدرستكَ، وأنا جاركَ وشارعكَ...
فهل يعنيكَ أمركَ بعد كلِّ ذلك؟.
| 
