Sunday 9th november,200311364العددالأحد 14 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
عبدالرحمن بن سعد السماري
غياب الوعي التسويقي في رمضان

من المفترض في شهر مثل شهر رمضان.. يصوم الناس عن الأكل والشرب طوال النهار.. هوأن يخف الأقبال على المطعوم والمشروب.. أي عن الغذاء عموماً.. لأن الناس صائمة طوال النهار.. وهو وقت الأكل.. أو لنقل على أقل تقدير.. فالناس تأكل وجبتين فقط.. بدلاً من ثلاث أو أربع وجبات في غيره.
** إذاً.. يجب أن يخفَّ الاقبال على المواد الغذائية.. ومن المفترض.. أن يحصل تراجع في حركة البيع والشراء للمواد الغذائية.
** ولكن.. ليت المسألة مسألة استمرار الإقبال على الأكل والشرب.. واستمرار سحب المواد الغذائية بنفس المعدل.. بل المسألة هي تضاعف السحب.. وتضاعف الاقبال.. ولو.. وقفت أمام محل بيع مواد تموينية أو أمام محل خضار أو محل جزارة.. أو أمام إحدى الثلاجات.. لقلت.. إن الناس تسحب لتخزين لعشرين سنة.
** تزور بعض المحلات بعد الظهر أو بعد العصر.. ولا تجد لنفسك موطئ قدم.. وموظفو الحساب لا يكادون «يمشُّون» هذه الطوابير الزاحفة.
** العربات مليئة بما لذَّ وطاب.. والحساب بالمئات.. والسحب لا يتوقف.
** في رمضان.. يتضاعف سحب المواد الغذائية واللحوم والالبان والخضروات عشرات المرات وليس مرة واحدة ولكن.. هل الناس تأكل بالفعل؟
** هل الناس تشتري هذه المواد لتأكلها؟
** أبداً.. ولكن أين مصيرها؟
** ألا تلاحظون أن «الزئل» ومخلفات البيوت هي الأخرى تتضاعف عشرات المرات في رمضان؟
** إن هذه المواد وهذه الخضار وهذه اللحوم.. يؤكل أقلُّ من ربعها.. والباقي يسلَّم للنفايات كاملاً.
** أتوقع.. أن نفايات مدينة كالرياض من المواد الغذائية.. يشبع دولة إفريقية بأكملها.
** إن مشكلتنا.. هي افتعال الوعي التسويقي.
** إن مشكلتنا.. أننا نقضِّي ونحن صائمون.. أما لو تقضينا بعد المغرب أو العشاء و«الكرشة» مليانة.. لكان الوضع مختلفاً.
** حتى الحبحب والجرو والقرع.. سُحب من السوق بشكل عجيب.
** إنه نهم استهلاكي ليس له ما يبرره على الإطلاق.
** رمضان.. شهر عبادة وصوم.. وشهر قراءة قرآن.. وشهر عودة إلى الله.. وذكر وصلاة.. وليس شهر أكل بل هو شهر ترك الأكل والتخفف منه.
** إن هناك العشرات من الوجبات والأكلات لا نعرفها إلا في رمضان.
** الكثير من الوجبات والأكلات.. تغاب من موائدنا إلا في رمضان.
** لماذا لا نتفق على أن إلغاء السمبوسة على الأقل رأفة بصحَّتنا.. وعندها.. سنستغني عن اللحم المفروم والكُرّاث والزيت والعجينة الخاصة بها.. والبصل والثوم والبقدونس.. وسنستغني عن مواد أخرى تدخل في صناعة السبموسة.. تلك الأكلة العجيبة.. التي تضرُّ أكثر من أن تنفع.. لكنها «عنز البدو اللِّي طاحت في المريسه».
** أكلة واحدة فقط ليس لها لزوم.. اشتهرت في رمضان.. تجعل الناس يشترون لها أكثر من عشرة أصناف.. من أجل إعداد سمبوسة «تخرخر» زيت.
** وهكذا أكلات أخرى مشابهة يدخل في تركيبها أكثر من مادة.. وأكثر من نوع.. وكلها «سحب» من الأسواق من أجل بطوننا في رمضان.. و«المتاغَرْ» اثناء أداء صلاة العشاء والتراويح.. وكأننا في «تريلة مواشي المكيرش».
** لماذا لا نعوِّد أنفسنا على التوفيروالكف عن سحب هذه المواد بدون أدنى حاجة لها؟.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved