بين الحين والآخر تصدر السفارة الأمريكية في الرياض، وأحياناً أخرى تصدر بيانات في واشنطن منسوبة لوزارة الخارجية تحذر من هجمات إرهابية وشيكة في المملكة العربية السعودية، وأن هذه الهجمات موجهة للأمريكيين، وتصل الأمور إلى حد إغلاق السفارة الأمريكية في الرياض والقنصليتين الأمريكيتين في جدة والظهران، كما أوضح بيان السفارة الصادر يوم الجمعة بهذا الخصوص.
تعدد هذه البيانات والتحذيرات التي تصدر من الأمريكيين والبريطانيين أحياناً، يثير الاستغراب والدهشة هنا في المملكة سواء في الأوساط الدبلوماسية التي نلتقيها وبين الأوساط الشعبية التي تعلم تماماً أن السفارات هنا في المملكة مؤمنة تماماً، وأن سفارات غربية أخرى كالسفارات الألمانية والفرنسية والإيطالية وغيرها من السفارات والمقرات الدبلوماسية التي يزيد عددها على المئة والخمسين سفارة وممثلية في المملكة لم يسبق أن حذرت أو اشتكت من أي قصور أو تهديد جدي يستدعي تكرار مثل هذه التحذيرات التي أصبحت من كثرة ترديدها ومن ثم عدم حصول شيء مما كانت تحذر منه بيانات السفارة، تثير عدة تساؤلات عن أهداف وأسباب الإصرار على مثل هذه البيانات خاصة وأن العاملين في السفارة الأمريكية، وكل الذين يقيمون في الحي الدبلوماسي في الرياض، يعلمون كم هو آمن وأن الأجواء هادئة داخل الحي مثل باقي الأحياء في الرياض.
وإذا كانت الأحداث الأخيرة التي شهدتها الرياض ومكة المكرمة وراء البيان الأخير فإن الأمريكيين يعلمون قبل غيرهم أن النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في تفكيك ومطاردة الخلايا الإرهابية، قد أضعفت هؤلاء الإرهابيين وقلصت من عملياتها إن لم تلغها، فالذي نلمسه الآن أن الإرهابيين في وضع محاصر وأنهم مطاردون، وأن الأجهزة الأمنية تواصل جهودها وبكثير من النجاح للقضاء على الخلايا الإرهابية واستئصالها تماماً من الأراضي السعودية.
|