الصليب الأحمر يغلق مقره في بغداد ومكتبه في البصرة ..الصدر ينفي نبأ هروبه إلى إيران
مقتل جنديين أمريكيين في انفجار وهجوم بقذائف الهاون على مركز للشرطة العراقية

  * بغداد - الفلوجة - تكريت - الوكالات:
قتل جنديان أمريكيان وأصيب آخر بجروح حين اصطدمت آليتهم العسكرية صباح امس السبت بشحنة ناسفة في مدينة الفلوجة على بعد خمسين كيلومتراً غرب بغداد، وقد اعتقل شخصان في حين كان الجنود يمشطون المنطقة بحثاً عن مشتبه فيهم أو أدلة. وحلقت فوق المكان مروحيتان وقد حطت واحدة منهما لفترة وجيزة في مكان الهجوم وتشهد الفلوجة هجمات شبه يومية على القوات الامريكية.
من ناحية اخرى قصفت طائرات حربية أمريكية مواقع في محيط مدينة تكريت. ولم تعلق القوات الأمريكية على هذه العملية.
وأمضت تكريت ليلة أعادت الى أذهان سكانها ذكريات ما عانوه في الأيام الأولى من اندلاع الحرب الأمريكية على العراق، حيث استخدمت الطائرات الحربية في القصف للمرة الأولى منذ نهاية العمليات العسكرية الكبرى في العراق.
كما القى سلاح الجو الامريكي أمس السبت قنبلتين زنة 250 كلغ، كما قصفت القوات الامريكية بالمدفعية مستهدفة تدمير ثلاث الى اربع مزارع مهجورة قرب تكريت في المنطقة التي شهدت تحطم مروحية امريكية الجمعة مما اوقع ستة قتلى من ركابها.
وقال الكومندان غوردن كايت متحدثا باسم الفرقة الرابعة مشاة «القينا قنبلتين زنة 250 كلغ ثم دمرنا بشكل كامل ثلاث الى اربع مزارع مهجورة يمكن استخدامها لنصب كمائن».
ووصف الضابط هذه العملية بأنها «استعراض للقوة» جاء بعد بضع ساعات من تحطم مروحية بلاكهوك اثر اطلاق نار عليها بحسب سكان وجنود امريكيين في حين لا يزال الجيش الامريكي يرفض التعليق قبل نهاية التحقيق.
وفي الموصل ذكرت مصادر عراقية ان مركزا للشرطة قرب مدينة الموصل بشمال العراق تعرض لهجوم بقذائف الهاون مما الحق به اضرارا طفيفة وطوقت عناصر الشرطة المنطقة بينما حلقت طائرات مروحية فوقها.
وفي جنيف أعلن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس السبت أن اللجنة قررت اغلاق مكاتبها مؤقتا في بغداد والبصرة في أعقاب الهجوم على مقرها في العاصمة العراقية الشهر الماضي.
وقال المتحدث فلوريان فيستفال «لقد قررنا اغلاق مكاتبنا مؤقتاً في بغداد والبصرة ولكننا سنبقى في شمال العراق».
وسيرسل الصليب الاحمر مندوبين من مكتبه في مدينة أربيل شمالي العراق لاداء بعض المهام الانسانية مثل زيارات السجون، وبالاضافة إلى ذلك ستتخلى اللجنة عن الحرس المسلحين في المستقبل.
ويعقب هذا القرار عملية التفجير الانتحارية التي وقعت في 27 تشرين الاول /أكتوبر/ الماضي عند مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في وسط بغداد، وأسفرت العملية عن مقتل حارسين عراقيين.
من جهة اخرى نفي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الانباء التي ترددت عن هروبه الى ايران ووصفها بأنها «كاذبة ومضللة».
ونقلت صحيفة الزوراء الناطقة بلسان نقابة الصحفيين العراقيين امس السبت عن الصدر قوله «إنني لن أغادر العراق لانه وطني ولن أخرج منه ابدا». مضيفا «لن أفكر في مغادرة العراق مطلقا رغم الاحتلال الامريكي».
واعتبر الانباء التي ترددت في العراق حول تركه البلاد والهروب الى ايران أخبار كاذبة ومضللة. وقال «لاشيء يجبرني على ترك وطني». مضيفا «لقد قمت بزيارة الى إيران للتباحث من أجل مصلحة الوطن الغالي».
ووصف الصدر خضوع العراقيين للاحتلال الامريكي لبلادهم بأنه «باطل». وقال «ليس للعراقي القبول بالخضوع أي كان ومن اي شخص».
من جانب آخر وصف عضو مجلس الحكم الانتقالى في العراق محمود عثمان القرار التركي الاخير الداعي الى عدم ارسال قوات تركية الى العراق بأنه حكيم وواقعي لافتا الى انه سوف يفتح الآفاق امام علاقات جيدة بين العراق وتركيا.
واعرب عثمان، في مقابلة مع راديو لندن، عن اعتقاده بأن معارضة مجلس الحكم لمسألة ارسال قوات تركية الى العراق كانت ذات تأثير في هذا القرار.
واكد على ان وفود دول الجوار العراقي في اجتماعهم الاخير بدمشق لم يشجعوا ايضا ارسال قوة تركية او اي قوة اخرى الى العراق، مشيرا الى ان معارضة الوفود كان عاملا اضافيا أدى الى تراجع تركيا.
واعتبر ان القرار التركي جاء نصرا للرأي العام العراقي معربا عن اعتقاده بأن الجانب الامريكي الذي كان مصرا على مجيء القوات التركية الى العراق رضخ ايضا للرأي العراقي ولم يرد فرض رأيه بالقوة على العراقيين.
ورحب عضو مجلس الحكم الانتقالي بمشاركة تركيا ودول الجوار في مشاريع اعادة الاعمار في العراق من خلال تقديم الخدمات الانسانية للعراقيين وتقوية العلاقات مع الجانب العراقي وفي كافة المجالات.