أرجو ألا يكون هذا المقال خروجاً على منهج هذا الكاتب المتمثل في ضرورة أن يوجّه الثناء بالدرجة الأولى إلى الأعمال «وليس الأفراد» بقصد إبراز ما فيها من إبداع ومنافع للناس.
يعرف منسوبو التعليم أن معالي الدكتور محمد الرشيد يطّلع كل صباح وقبل أن يتوجه إلى مكتبه على معظم ما كتبته الصحف المحلية عن وزارة التربية وما يقترح عليها من مبادرات وأفكار تعليمية. لست متخصصاً في كشف النوايا، ولن استبق إلى سوء النية لأربط ذلك بالذات والبحث عن مجد شخصي.
إن ظاهر الأمر، بل وحقيقته ومنطقه يقول إننا لا يمكن أن نخطط بنجاح للتربية في أي مجتمع ما لم نستمع للصوت القوي الذي تصدره شرائح ذلك المجتمع؛ فمعاليه يستخدم الإعلام كسماعة يجس بها نبضنا التربوي كل صباح.
وفور وصول معاليه إلى مكتبه قد يسارع إلى الاتصال بصاحب مقال طرح رأياً ناضجاً ليشكره (وهذا ما حدث مع هذا الكاتب وغيره) وقد يكتب له خطاب شكر بخط يده، وقد يكلّف مكتبه بهذه المهمة، وقد يطلب توزيع نسخ من المقال مشفوعاً بتوجيهاته على أركانه في الوزارة، وقد يعرض المقال في اجتماعاته الدورية بمسؤولي الوزارة، هذا إذا كان المقال أو الرأي يقدم حلاً واعداً لمشكلة عصيّة.
يبدو أن معاليه أسرع تفاعلاً واستجابة من العلاقات العامة بالوزارة.
|