المستشرق الفرنسي فنسان مونتيل معروف بدراساته حول الإسلام وخاصة حول الإسلام في أفريقيا السوداء، وقد ألف عدة كتب في هذا الموضوع.
وقد أقام مؤخراً مدة طويلة في «جاكارتا» حيث كان مستشاراً ثقافياً لدى السفارة الفرنسية.
وعاد من إندونيسيا وقد جمع حصاداً من المعلومات فسبكها في كتاب صدر في باريس لاطلاع القارئ الفرنسي على أوضاع «أضخم دولة إسلامية في العالم» إذ يبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة أي في المرتبة العالمية الخامسة بعدد السكان، بعد الصين الشعبية والهند والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، أما نسبة المسلمين في إندونيسيا فهي تجاوز ثمانين بالمئة من مجموع عدد السكان.
قال المؤلف ان إندونيسيا تعترضها ذات المشاكل المعروفة في كل البلدان النامية المفتقرة إلى تجهيزات صناعية، ولكنها في إندونيسيا أجسم مما هي في سائر البلدان، فإن عدد الجزر المتناثرة في إندونيسيا يبلغ 13000 جزيرة على مساحة مليوني كيلو متر مربع مما يعرقل المواصلات والنقل، فضلاً عن مناخ متقلب ومساحات فسيحة من النبات البري الذي يشيخ ويطول على غير هدى فيخنق المزروعات والسبب في تلك هو تعاقب الرطوبة والحرارة على نحو فوضوي..
حضارة عريقة وثقافة عالية انقضى على إندونيسيا عشرون قرناً عرف فيها شعبها حضارة راقية وتشبعت بالصبغة الإسلامية.
ولا تزال مدينة «جاوا» في العصر الحاضر «حصن الإسلام المحافظ» حسبما كتب المؤلف.
قال المؤلف:
- إن ساكن جاوا مفتون بالصوفية وبكل ما له صلة بعالم الغيب فائق الطبيعة.
اللغة الاندونيسية مشتقة من السانسكريتي ولها ماض في الأدب وتأثرت بحضارات متنوعة.
ولكن المؤلف لا ينسى في كتابه «المرحلة الهولندية» في تاريخ إندونيسيا، وقال في هذه المرحلة ان الأخطاء النفسية التي ارتكبتها الدولة المستعمرة كانت كثيرة، مع أنه كان ميسوراً اجتنابها.
الكتاب مصور جميل الاخراج، مما يزيد في الرونق والمتعة.
| 
