يا أخي المسلم
لقد تسللت المادية البغيضة في أبشع أشكالها وأشنع صورها إلى قلوب المسلمين في هذا العصر، ولهذه العلة صور وأشكال مختلفة، ولكل صورة من صورها ولكل شكل من أشكالها المنحرفة أثره السيئ على المجتمع الإسلامي في كل أصقاعه، فهي تهدد كيانه بالاضطراب وتهدد بيت ماله بالخراب، وتهدد أفراده العابثين بأموال الأمة بالعقوبة في الدنيا والآخرة.
والفرد المسلم قد تأثر بهذه المادية، فهو لا يعتبر نفسه مؤتمنا على أموال الأمة سواء كان ذلك الفرد يعمل في دائرة حكومية أو متجر أو مصنع، فهو يحاول أن يصبح ثرياً ويحصل على المال الكثير من أي مصدر كان، بالرشوة بالتواطؤ باستغلال أموال الأمة لمصلحته الخاصة.. بأية وسيلة كانت «فمثل هذا الفرد قد غلبت عليه شهوته حتى وقع بها في المعصية وهو يعلم سوء مغبتها في الدارين.
{زٍيٌَنّ لٌلنَّاسٌ حٍبٍَ الشَّهّوّاتٌ مٌنّ النٌَسّاءٌ وّالًبّنٌينّ وّالًقّنّاطٌيرٌ المٍقّنطّرّةٌ مٌنّ الذَّهّبٌ وّالًفٌضَّةٌ وّالًخّيًلٌ المٍسّوَّمّةٌ وّالأّنًعّامٌ وّالًحّرًثٌ ذّلٌكّ مّتّاعٍ الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّاللَّهٍ عٌندّهٍ حٍسًنٍ المّآبٌ }
يا أخي المسلم
لا شك أن الراشي يبذل المال ليتوصل به إلى الباطل والمرتشي يأخذ المال ليوصل الراشي إلى ما ليس من حقه والراشي والمرتشي كلاهما ملعون لما ورد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي» ولا ريب أن الذي يعبث بمقدرات الأمة ويستغل أموالها لمصلحته الخاصة سواء كان ذلك العابث يعمل في دائرة حكومية أو متجر أو مصنع فهو سارق ملعون في الآخرة وعقوبته في الدنيا قطع يده بشرع الله لما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «لعن الله السارق يسرق بيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده».
فيا أخي المسلم:
خلِّ الذنوبَ صغيرها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أر
ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنَّ صغيرة
إن الجبال من الحصى
|
محمد مفيد عزة الخيمي
|