ارتفاع دهنيات الدم ومرض الشرايين التاجية
أمراض القلب والشرايين تشمل مرض الشرايين التاجية، السكتة الدماغية، ومرض الشرايين الطرفية وهي مجتمعة تشكل السبب الأول للوفيات في العالم.
ففي عام 2001 تسببت أمراض القلب والشرايين في مايقارب الثلث من وفيات العالم بأكمله. وطبقاً لإحصائية منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 16 مليوناً يموتون من أمراض القلب والشرايين سنوياً ومنها 2 ،7% حالة وفاة بسبب القلب فقط في عام 2001.
علاوة على ذلك فإن نسبة الإصابة بالشرايين التاجية تزداد بازدياد متوسط أعمار البشر بما تتبعه من أنماط غير صحية في حياتهم وخاصة في الدول النامية.
ويتوقع أن يصل عدد الوفيات لـ25 مليون نسمة في عام 2020 وما يقارب نصف هذا العدد 1 ،11 مليون بسبب تصلب الشرايين التاجية. والآن وبعد مراجعة هذه الأرقام المخيفة يتبادر إلى الأذهان سؤالاً وهو: ماهي عوامل الخطورة المؤدية إلى تلك الأمراض؟
وهذه العوامل على كثرتها تنقسم إلى عوامل لا يمكن التحكم بها وأخرى يمكن التحكم بها.
والأولى التي لا يمكن تغيرها وهي:
1. السن.
2. الجنس (أكثر من الرجال).
3. الجينات الوراثية.
أما العوامل التي يمكن التحكم بها فيمكن تقسيمها إلى عوامل رئيسية وعوامل ثانوية. والعوامل الرئيسية هي ارتفاع دهنيات الدم - ارتفاع ضغط الدم الشرياني - التدخين- ومرض السكري.
والعوامل الثانوية هي: السمنة- قلة الحركة- الضغوط النفسية- مستوى الهرموسيستين- العدوى ببعض الأمراض- مستوى بروتين سي التفاعلي (CRP) ونتحدث اليوم ببعض الإسهاب عن أحد العوامل الرئيسية لتصلب الشرايين التاجية ألا وهو زيادة دهنيات الدم وخاصة الكوليسترول، فما هو الكوليسترول؟
- الكوليسترول هو مادة دهنية مفيدة للوظائف العادية للجسم ويدخل في بناء أغشية خليا الجسم وفي صناعة بعض الهرمونات الضرورية للجسم. ولكن إذا زادت نسبة الكوليسترول عن الحد الطبيعي فإنه يترسب في جدران أو الأوعية الدموية وخاصة الشرايين ليصبح بشكل صفائح تؤدي إلى انسداد الشرايين في نهاية الأمر مع حدوث حادث وعائي أو احتشاء في عضلة القلب وهي من الأمور الخطيرة التي تضعف عضلة القلب وقد تؤدي إلى مشاكل أكبر.
- والسؤال التالي هو: من أين يأتي الكوليسترول؟
يفرز الجسم معظم الكوليسترول اللازم له كما يحصل على نسبة قليلة من الكوليسترول من المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان فيحتوي البيض والكبدة مثلاً على كميات كبيرة من الكوليسترول لكن معظم المواد الغذائية كالخضار والفواكه والسمك ليس بها كميات كوليسترول تذكر.
- ماذا نعني بعبارة «الكوليسترول المرتفع»؟
هذا يعني أن نسبة الكوليسترول في الدم أكثر من 2 ،5ملم/لتر أو 200 مليجرام/ديسيليتر/ مما يعرض للإصابة بأمراض الشرايين.
- ماهو الشحم (الدهن) المشبع وغير المشبع؟ هناك نوعان من الدهون التي نتناولها في طعامنا، دهون مشبعة ودهون غير مشبعة من المنتجات النباتية كزيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت السمسم وغيرها. أما الدهون المشبعة فنحصل عليها من المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب كامل الدسم والزبدة والجبن. وينبغي تفادي الأطعمة التي تشمل مثل هذه الدهون إذا رغب الإنسان في حفظ نسبة الكوليسترول لديه. وهناك الكثير من الأغذية العالية تشتمل على نسبة عالية من الدهون المشبعة وينبغي تفاديها.
والجدير بالذكر أن الزيوت أحادية عدم التشبع أو التي تحتوي على حمض دهن واحد غير مشبع مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا هي مفيدة جداً في تقليل الإصابة بتصلب الشرايين. ويجب تناول الحبوب والفاكهة الطازجة والخضروات والسمك والدجاج التي تشكل حمية قليلة الكوليسترول.
- ماهو «الكوليسترول الضار» أو LDL والكوليسترول المفيد «أوHDL»؟
إن «الكولسترول الضار» LDL هو الذي تسبب زيادته في تراكم الصفائح الدهنية على جدار الشرايين مما يؤدي إلى تصنيفها أو حدوث الجلطات. وعلى العكس من ذلك فإن زيادة الHDL تقلل من احتمالات تصلب الشرايين والإصابة بالجلطات ويزيد ال HDL بالتمارين الرياضية.
- ماذا عن التمارين الرياضية؟ وكيف نقوم بها؟
تذكر عزيزي القارئ أن قلبك عبارة عن عضلة كبيرة كأي عضلة أخرى بالجسم ولابد أن يبقى نشيطاً عاملاً. ولهذا فإن التمارين الرياضية هامة لتمنحك حيوية وصحة جيدة.
وعليك سؤال طبيبك عن برنامج التمارين الرياضية المناسبة لك، علماً بأن التمارين المفيدة الشائعة لمرضى القلب عبارة عن تمارين معتدلة لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. لكن التمارين عموماً التي تستمر ساعة كاملة كل يوم في الأسبوع هي الأكثر فائدة ممكنة. وممكن مثلاً المشي ثم الهرولة لعدة دقائق ثم المشي لفترة أطول. ويجد الكثير من الناس أنفسهم يستمتعون بتمارين رياضية جيدة في البداية، ولكن بعد فترة يجدون أنفسهم مضطرون للتوقف عنها. أما خير التمارين هي ماكانت معتدلة ومستمرة بدون انقطاع.
ويمكن النصح بما يأتي:
مارس عدة رياضات منوعة بدلاً من واحد.
ابتعد عن التمارين العنيفة وابدأ أولاً بالتنسيق قبل التمرين.
أخيراً استمتع بالتمارين ولا تجهد نفسك.
- ماهو العلاج الدوائي لارتفاع الكوليسترول؟
بالنسبة لبعض الناس الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول، لا تكفي الحمية الغذائية والتمارين الرياضية لعلاجه وهؤلاء يحتاجون لتناول الأدوية التي يوصفها الطبيب.
وتعمل هذه الأدوية عادة بطريقة من اثنين:
1 تخفيض إنتاج الجسم من الكوليسترول LDL مثل مجموعة أدوية تسمى STATIWS وحديثا ال SUPERSTATIWS.
2 أدوية تمنع امتصاص الكوليسترول من الأمعاء مثل CHOLESTYRAMIWE.
وهذا يمنع إعادة امتصاص الصفراء الكوليسترول وقد يؤدي إلى اضطرابات الهضم.
وهناك دواء جديد يمنع امتصاص الكولسترول فقط دون الإضرار بامتصاص المواد الأخرى واسمه EZETIMIBE.
وهذه يمكن من تقليل جرعة STATIW مع الإبقاء على فاعلية كبيرة في تقليل الكوليسترول، وهذا الأخير لم يسجل بعد بالمملكة.
- كيف يمكن السيطرة على مستوى الكوليسترول؟
إن وضع النظارات على العيون لا يغير العيون نفسها، ولكن طالما لبسها الإنسان فإنه يتمتع برؤية جيدة ويعيش حياة طبيعية.
والسيطرة على الكوليسترول تتم بنفس الطريقة فكلما استمر الإنسان في الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، وربما استعمال العلاج فيمكنه السيطرة على الكوليسترول في الدم بنسبة معقولة، ويتمتع بحياة طبيعية سعيدة بإذن الله.
*كبير استشاريي القلب بمستشفى قوى الأمن
|