Saturday 8th november,2003 11363العدد السبت 13 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أهلاً شهر الطاعات أهلاً شهر الطاعات
سلطان المطيري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد فقد أظلنا شهر كريم وضيف عزيز هو شهر رمضان شهر الصيام والقيام، شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر اقترن بانتصارات المسلمين، ولهم معه صولات وجولات.
جاء فيه قول الله عز وجل: {يّا أّّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا كٍتٌبّ عّلّيًكٍمٍ الصٌَيّامٍ كّمّا كٍتٌبّ عّلّى الّذٌينّ مٌن قّبًلٌكٍمً لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ><183>} نفهم من هذه الآية أموراً منها أولاً: أن الصيام مفروض علينا نحن المسلمين، ثانياً الصوم فريضة لم تختص بها أمة الإسلام بل يشاركنا بذلك أمم سابقة، ثالثاً الثمرة المرجوة من الصيام هي التقوى.
التقوى: هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تعريفها: التقوي هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. وهو تعريف واضح وما عليك أخي المسلم إلا أن تعرض نفسك عليه فتعرف هل أنت ممن حقق التقوى في صومه أو أن هناك تقصيراً في تطبيق هذا التعريف على نفسك وصيامك وأنت الحكم والفيصل!.
يجهل كثير من المسلمين معرفة مقاصد الشريعة من الصوم بل بعضهم يصوم لأن الناس يصومون وهذا قصور في الفهم ينبغي تصحيحه فمقصد الشريعة من ذلك أمور عدة منها: طاعة الله في قهر النفس عن الملذات ومنها الشعور بالآخرين ومنها تصور الحال يوم القيامة ومنه تربية النفس وترويضها إلى غير ذلك من الأهداف والمقاصد السامية يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم من: (من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الناس مع الصيام صنفين الأول: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
والثاني: صائم حقق شروط الصيام فصام عن الشهوة وعن الطعام والشراب وصامت معه الجوارح فحقق المرجو من الصوم وسعى لتحقيق التقوى فأين أنت منهما يا عبدالله.
جزاء الصوم بينه المصطفى في الحديث الصحيح في قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي (كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
يتبين لنا أن الله أخفى أجر الصائم لعظمة ولحسن الجزاء المترتب عليه ووافق اخفاءه أن الصوم من العبادات التي فيها مراقبة الله واضحة وهي عبادة بين العبد وربه.
ألا يكفيك يا أخي الصائم أن لك فرحتان فرحة عند فطرك وفرحة عندما تلقى الله وهو عنك راض،ألا يكفيك أن في كل ليلة لله في رمضان عتقاء من النار وذلك في كل ليلة فعسى الله أن يعتقك من النار في ليلة من تلك الليالي، انه فرصة عظيمة للاستقامة وترك المعاصي ففي رمضان تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين وينادي منادي يا باغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر.
وللصوم فوائد صحية وطبية ليس هذا مجال ذكرها فالمعدة بيت الداء والحمية أسلوب علاجي نادى به القدماء وأقره العلماء المعاصرون وأعترفوا به كأسلوب علاجي ناجح في ما يسمي بالطب البديل.وأخيراً لا تنس أيها الصائم أن لك دعوة مستجابة عند فطرك فخص نفسك بجزء منها وعسى الله أن يصلح أحوال المسملين ويكتب الرفعة لمن أعلى أركان الدين ويحفظ بلادنا ويوفق أمامنا لما يحبه ويرضاه ويهيئ له البطانة الناصحة ويهدي شباب المسلمين ويجنبنا مضلات الفتن ما ظهر منه وما بطن ويعتق رقابنا ووالدينا من النار اللهم آمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved