Al-jazirah

رمضان ومجالات الخير وميادين العطاء رمضان ومجالات الخير وميادين العطاء
عبدالله بن حمد الحقيل

الحديث عن أعمال الخير والبر والإحسان في هذه الديار المباركة لا ينتهي والمحسنون كثيرون وتقاس الأمم بانجازاتها وعطائها وبما تحققه من آمال وطموحات ومن المنظور التاريخي فإن العطاء والإنجاز يبقى على مدار الأيام والسنين.
وللمال وظيفة في الحياة يحرص الرجال المخلصون الأوفياء لدينهم وأمنهم ووطنهم على استثمار المال في تحقيق الخير والتنمية ومختلف الخدمات على المستويات الاجتماعية والثقافية والصناعية ولقد قيل:

وإنما المرء حديث بعده

فكن حديثا حسنا لمن روى

ويروى عن حاتم الطائي قوله:

أماوي إن المال غاد ورائح

ويبقى من المال الأحاديث والذكر

أماوي ما يغنى الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

وحب المال غريزة فطر الله عليها الإنسان كما قال تعالى:{وّتٍحٌبٍَونّ المّالّ حٍبَْا جّمَْا } وقال:{المّالٍ وّالًبّنٍونّ زٌينّةٍ الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا} كما فطر الإنسان على حب التملك والاستئثار بالمال لذلك نرى الناس لا يدخرون جهداً في سبيل الحصول على جمع الأموال وتكديسها وابعادها عن أهدافها الأساسية مما يؤدي إلى نتائج سلبية تؤدي إلى تعطيل المال عن أداء دوره الأساسي في المجتمع وان المال جميل إذا اخذ من حله وانفق في حقه كما في الحديث نعم المال الصالح للعبد الصالح.
وما أجمل أن ينفق المرء المال في مجالات الخير وميادين العطاء والعمل والبر والإصلاح وما أجمل أن نتدبر قول الله تعالى:{وّلا تّجًعّلً يّدّكّ مّغًلٍولّةْ إلّى" عٍنٍقٌكّ وّلا تّبًسٍطًهّا كٍلَّ البّسًطٌ فّتّقًعٍدّ مّلٍومْا مَّحًسٍورْا }
ويتحدث الناس كثيراً عن المال ويجذبهم بريقه ويتفاوتون في سبيل الحصول عليه على اختلاف في الأساليب.
ولا شك أن المال تتجلى منافعه وزينته في حسن التصرف والبعد عن الغش والخداع وأداء حق الله فيه واستثماره في المشاريع الخيرية والمجالات النافعة وغير ذلك مما يعود على الأمة بالخير والنفع والفائدة بحيث يزدهر وضعها الاقتصادي وتنمو تجارتها وتزداد خيراتها وتزهر مجالات الكسب وميادين العمل والعمران والبناء والنهضة والتقدم والازدهار.
وينبغي أن نعمق معاني الخير والبذل في وجوه الخير والنفع والصالح العام كما أن أعمال الخير تؤدي دورها في غرس المحبة والتراحم والصفاء والتعاون بين أبناء الأمة.