Saturday 8th november,2003 11363العدد السبت 13 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عند الهزيمة العاطفية كن طبيب نفسك.. وإلا.. عند الهزيمة العاطفية كن طبيب نفسك.. وإلا..
فوزية ناصر النعيم / القصيم - عنيزة

لم تصرخ أم كلثوم بملء صوتها من فراغ حينما قالت (حب إيه اللي إنت جاي بتقول عليه.. ظلمه ليه دايماً معاك)؟ قالتها في زمن من الزمانات الجميلة التي تعتبر أكثر حباً وهياماً وعشقاً وإخلاصاً.. فما بالكم لو أدركت هذا الوقت وخداع المحبين أقصد أولئك الذين يتخذون الحب سلما للوصول إلى غاياتهم وما يهدفون إليه أعجب والله من هؤلاء كثيراً كيف يستطيعون أن يمارسوا عملية التمثيل في حياتهم ويتقمصوا شخصيات مخلصة لا ترتبط مع أهدافهم بصلة ويعيشوا أنبل أحاسيس الحب دون أن يطرق أبواب قلوبهم.. ثم إذا ما وصلوا جعلوا السقاية في رحل من يحبون أو يدعون حبه لكي يتخلصوا منه بلمح البصر (ماذا لو عاشت أم كلثوم هذا الزمن) هل ستجد تعبيرا اعمق من الصمت أو سيكون هناك كلمات بعمق اهتزاز الارض تحت زلزال عرم.. قد تدوم قصص الحب في زمن مثل هذا ان قصر أجلها ماتت وعمرها عامان وان اسبغ الله عليها نعمة الدوام قد تصل إلى ثماني حجج وان اتمت عشرا «فمن عندها» ولكنها حتما تنتهي اما بخديعة أو خيانة أو يجتاحها الملل لتكون حياة مملوءة بالمنغصات والاغرب من ذلك ان طرفا أو كلا الطرفين قبل أن يسدل الستار على محبتهما الحميمة يجدان البديل عند أول منعطف، وهكذا ينتهي العمر بين سنتين وعشر (وهي مادرت أن السنة اثنا عشر شهراً)؟
وحتى لا يتهمني «القارئ العزيز» بوعورة الارض وقلة الشجر هناك قليل من الاشخاص يخلصون كثيراً ولكن ايضا لا تدوم محبتهم لأنه ليس بالامكان اتفاق شخصين على ذلك المبدأ المسمى «بالاخلاص» وحتما سيكون عمرها مثل القصص السابقة وتختلف أحداثها ان شخصاً ما يجد شريكا أقصد فريسة أخرى «وكلمة فريسة تنطبق على الرجل والمرأة» أقول يجد شريكا يمارس معه قصة جديدة.. والاخر ينطوي فترة من الزمن يلملم جراحاته تحت لهيب الليل ونغمات أم كلثوم التي لا تفتأ تنادي بعيدا عنك حياتي عذاب.. وينتهي المطاف مع أبو نورة عند الطبيب اللي يداوي الجروحي.. وحتماً دون تشكيك سيكون طبه مع اللي ولعه واشتقى به.. ولن نلوم هذا المسجى على فراش الفراق.. فليس منا من يسلم من هذه «الرقده الحزينة» كثيرون أولئك الذين تعرضوا لصدمة صاخبة أفقدتهم ألذ وأجمل اللحظات تحت خنجر الخيانة.
يتعذبون طويلاً يحتاجون للمواساة يتطلعون إلى يد حانية تساهم في انقاذهم.. يرقبون الأمل بين أحداث الخديعة حتى تتحول إلى سراب يحسبه الظمآن ماء.. ولكننا لا ننصحهم بزيارة العيادة النفسية لئلا تخلق عندهم نوعاً من الاعتماد الذي بلا شك له نتائج عكسية.
في أحداث الهزيمة العاطفية بالذات إن لم تكن أنت طبيب نفسك فلن تشفى أبداً ولا تعجب إن قلت لك أن النفس اللوامة هي الدواء؟
أتعلم أيها المحب المخدوع في مثل قصتك هذه حينما تشتكي لشخص تثق به ستعلم حتماً أن الذين يشاركونك هذا المصاب ثلاثة أرباع العالم واسألهم أين ذهب الربع المتبقي من العالم ستجدهم بلا شك لم يكملوا الثماني حجج ولم تطف بهم طائفة الأحداث المنتظرة .. اذاً لماذا تتعب كثيراً وتتعذب طويلاً وتتحول حياتنا إلى جحيم مقيم ونحن ندرك سلفاً أن المصاب مشترك وان هذا الحب لا يخلو من السياسة وان هذه السياسة لا يدفع ثمنها إلا أنا وعدد قليل من المخلصين لا تغضب أيها القارئ العزيز «عليك فقط أن تفكر معي في ذلك «الواهج»الذي كلما شربنا عليه الماء ازداد التهاباً.

ص.ب 1542 -الرمز البريدي 81888

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved