تستطيع الصهيونية أن تتحرك بسهولة في أنحاء العالم من الولايات المتحدة إلى استراليا ومع ذلك فهي لا تستطيع إسكات الصوت الفلسطيني الذي يطالب بحقه ولن تستطيع تغيير حقائق التاريخ مهما أوتيت من أدوات تزييف.
فقد انتزعت النائبة الفلسطينية حنان عشراوي جائزة استرالية من بين فكي الصهيونية التي رسخت موطئ قدم لها في استراليا وحاولت منع ولاية نيوساوث ويلز تسليمها الجائزة التي استحقتها تقديراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وطالت التأثيرات الصهيونية حتى رئيس وزراء استراليا ذاته الذي انضمَّ قبل ساعات من حفل التسليم إلى الجمعة زاعماً أنه لا يعتقد أن جائزة سيدني للسلام يجب أن تمنح لحنان عشراوي، لأن هناك شخصيات فلسطينية أخرى تستحقها أكثر..
لقد انطلت حملة التشويه الصهيونية المضللة على الكثيرين في استراليا ومع ذلك فإن الكثيرين أيضاً يعرفون حقيقة ما يحدث على أرض فلسطين بما في ذلك الاعتداءات اليومية والقهر المستمر وسلب حقوق الشعب الفلسطيني والعوائق التي تضعها إسرائيل في طريق السلام..
وتعكس مؤسسة سيدني للسلام التي قدمت هذه الجائزة لحنان عشراوي مدى التفهم للقضية الفلسطينية ولو أن هذا التفهم يظل في الحدود الدنيا وفي أوساط معينة أكاديمية وعاملة في مجالات حقوق الإنسان.
ومع ذلك فإن الضجة التي أثارتها الأوساط الصهيونية قبل تسليم هذه الجائزة نجحت في لفت الأنظار إلى معاناة الشعب الفلسطيني وهو أمر سيجد حتماً المتابعة من قِبل الكثيرين ما يعني ازدياد مساحة التفهم للشأن الفلسطيني في تلك القارة البعيدة جغرافياً.
ومن المؤكد أن الحاجة ماسة لتأكيد الحضور الفلسطيني القوي في تلك القارة التي تضم أعداداً كبيرة من المهاجرين العرب والمسلمين، وينبغي أن تكون حادثة عشراوي بمثابة منبه لما ينبغي القيام به تجاه هذا الوجود الصهيوني.
|