الحمد لله الذي جعل القرآن العظيم لقلوب المؤمنين ضياء ولأبصارهم جلاء ولأسقامهم دواء ولذنوبهم ممحصاً ومن النار لهم مخلصاً والصلاة والسلام على أشرف من حفظ القرآن الكريم ومن بلغه فما أعظمه من كتاب ودستور.
أينما نظرت فيه تجد الحق ساطعاً في صحفه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فهو هدي المسلمين به يتعبدون وبه يحكمون وإليه يحتكمون.
ثم كم يفخر المسلم بأهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته. هنيئاً لآبائكم وأهلكم وأقاربكم حنيما تشفعون في عشرة منهم وجبت لكل واحد منهم النار.
واطمئنوا يا معشر المسلمين فقد تكفل جل وعلا بحفظ كتابه قبل أن نحفظه نحن ويحفظه أبناؤنا وسائر المسلمين (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
هنيئاً لآبائكم عندما تلبسونهم يوم القيامة تاجاً ضوءه أحسن من ضوء الشمس في الحياة الدنيا. وهذا لمن قرأ القرآن وعمل به كما كان السلف الصالح يفعلون حينما لا يتجاوزن العشر آيات حتى يعلموا ما فيها ويعملوا به.
فلنربي هؤلاء الناشئة على العمل به حتى يكونوا أفراداً صالحين قادرين على بناء مجتمع صالح متكامل وهذا الفرد يجب أن يكون متزناً عابداً معطاء واعياً حريصاً على سلامة مجتمعه ووطنه. واليوم نحن مفتخرون بتواجد معالي الشيخ صالح آل الشيخ في الفيحاء ليتوج فلذات أكبادنا لحفظهم كتاب الله العزيز.
وهذا اليوم كما بذل فيه من جهد وسال فيه من عرق وأغدق فيه من مال من فئة نذرت نفسها لخدمة كتاب الله تعالى لا يريدون جزاء ولا شكوراً وهذا متمثل في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمجمعة فجزاهم الله خير الجزاء وأن يجعل عملهم في ميزان حسناتهم يوم القيامة وصلى الله على نبينا محمد.
* مشرف التربية الإسلامية في إدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة
|