في عهد دولة عرفت بخدمة مقدساتها والعناية بدستورها - كتاب ربها - كان من الطبيعي أن ترى في كل جزء من هذه الدولة المباركة نتاجاً طيباً لتلك الخدمة والعناية الفريدة من نوعها على مدى تاريخ الأمة في ماضيها وحاضرها.
ومن هنا فإن جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المجمعة هي نتاج طيب لتلك الخدمة وتلك العناية التي تميزت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في هذا العهد الزاهر. وفي هذه الفترة من كل عام فإنك ترى محبي كتاب الله العزيز في شوق للاطلاع على نتائج جهود هذه الجمعية المباركة التي ما إن تذكر إلا وتشكر. تلك الجهود التي أعادت تلك الصور البهية التي كانت تزخر بها بلاد المسلمين في عهودهم الأولى ترى الرجال والنساء وقد تميز العديد منهم في التسابق لتعلم كتاب الله وحفظه حتى أصبحت شهادات الحفظ والاتقان التي تصدر في كل عام سمة مميزة يتميز بها أولئك الأخيار من الرجال والنساء الذين كانوا بعد الله عز وجل هم عماد هذه الجمعية وعلى أكتافهم برزت هذه النتائج الطيبة التي تبهج النفس وتطمئن القلب بأن الله جل وعلا قد بارك تلك الجهود. وفي هذا اليوم المبارك الذي يشهد تكريم مجموعة جديدة تلحق بركب الحافظين والحافظات لكتاب الله تعالى فلا نملك إلا أن نرفع الأيدي ونتضرع للمولى جل وعلا أن يمن بقبول تلك الجهود ويكللها برضاه ويجزل المثوبة للقائمين على هذه الجمعية المباركة كما يطيب لنا جميعاً في محافظة المجمعة أن نقدم جزيل شكرنا وتقديرنا لصاحب المعالي فضيلة الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على كريم سجاياه التي أبت عليه إلا أن يكون دوماً على رأس الهرم في كل ما يخدم كتاب ربنا جل وعلا ومن ذلك هذا التشريف لهذا الحفل المبارك فنسأل الله جل في علاه أن تقر عيناه بما يراه في موازينه يوم القيامة من عظيم الأجر لهذا الجهد وهذا الاهتمام. وقبل ذلك كله نسأل الله تعالى كما كلل اهتمام وجهود خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بهذه النتائج الطيبة أن يشكر لخادم الحرمين تلك الجهود فيجعلها محمدة له في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* إمام وخطيب جامع إبراهيم التويجري بالمجمعة
|