Saturday 8th november,2003 11363العدد السبت 13 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنه القرآن إنه القرآن
إبراهيم بن محمد آل عبدالجبار

إلى من ينشدون السعادة ويرجون النجاة، إلى من يريدون الراحة والطمأنينة، كتاب الله بين أيدينا فمن أراد الهدى فبالقرآن: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً) (الإسراء: 9)، ومن أراد الغنى فبالقرآن قال صلى الله عليه وسلم: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل؟!). وهذا - والله - هو الربح والغنى. ومن أراد مضاعفة الأجور فبالقرآن قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله كان له حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
ومن أراد الشفاعة فبالقرآن قال صلى الله عليه وسلم : (يأتي القرآن شفيعاً لأصحابه، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهم).
ومن أراد الشفاء ففي القرآن قال سبحانه: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) (فصلت: 44).
ويا من يشتكون من عدم استقرار البيوت عليكم بالقرآن، ويا من يشتكون من القلق والوساوس والمشاكل النفسية عليكم بالقرآن، ويا من يشتكون من ضعف الإيمان عليكم بالقرآن.
وبالجملة من أراد الخير كله ففي التمسك والعمل بالقرآن، ومن أراد الشر كله فبالإعراض عنه، (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (طه: 123- 126).
أيها القراء الكرام أحيوا بالقرآن ليلكم، استعذبوا ألفاظه، وتأملوا إتقانه، قوموا به مع القائمين، اصبروا أنفسكم على صلاة التراويح والقيام، (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (البخاري ومسلم).
فلا تستطل - يا عبدالله - ساعة تقفها بين يدي مولاك، وجاهد هواك، فإن المأسور من أسره هواه، والمحروم من أبعده مولاه، والجهاد طريق الفلاح، (والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت: 69).
اغتنموا - عباد الله - فرصة العمر وإياكم والغرور بالدنيا فإنكم تاركوها، واحرصوا على تعليم من ولاكم الله أمرهم، فعلموهم القرآن حتى يحمدوكم عند الكبر، ويكونوا صالحين فيدعوا لكم عند زوال الأقدام عن الدنيا.
احذروا من هجر القرآن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي يوم القيامة يحاج قومه كما أخبر الله تعالى بقوله: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) (الفرقان: 30). ليكن لك قدوة في سلفك الصالح في إكثارهم من تلاوة كتاب الله في هذ الشهر وغيره من الشهور حتى أنهم يهجرون مجالس العلم فإن السلف الصالح - رضوان الله عليهم - ومن سار على نهجهم كانوا يهجرون مجالس التحديث وطلب العلم ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة وقيام الليل.
وقفة
انهض فقد بدأ السباق.. انهض قبل أن تجد نفسك في المركز الأخير.. انهض إن كنت تطمح أن تكون من الفائزين يوم توزع الجوائز يوم العيد.. دع عنك الكسل وإن كان طعمه أحلى من العسل فإن في آخره علقم ينسيك ما كان فيه من حلاوة، ما هي إلا أيام معدودة وساعات محسوبة تمر مرالسحاب وينفض الموسم وتودع شهر الطاعات وموسم البركات ومضاعفة الأجور والحسنات. إن لذة الكسل ساعة وتزول وتعقبها حسرة لا تزول ونصب الطاعة ساعة وتزول وتليها فرحة لا تزول.. اسأل صاحب الطاعة بعد انقضائها هل بقي من تعبها شيء؟ واسأل نفسك هل بقي من لذة الكسل لك شيء؟! والعاقبة للتقوى وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.

* مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالمجمعة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved