Saturday 8th november,2003 11363العدد السبت 13 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دلالات العناية بتعلم القرآن وحفظه دلالات العناية بتعلم القرآن وحفظه
أحمد بن عبدالله الحزيمي*

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين وشريعتهم وهو حبل الله المتين، وهدايته الدائمة وموعظته إلى عباده، آية صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور. ولما كان القرآن كذلك تعبدنا الله بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأ حرفاً واحداً منه كان له به عشر حسنات وان الأمة الإسلامية - في عصرنا الحاضر - لن يعود إليها عزها ومجدها إلا بالعودة الصادقة إلى كتاب الله تعالى وفهمه، والعمل به، وتحكيمه في جميع شؤون الحياة، وأقرب الطرق إلى ذلك هو تربية ناشئة الأمة على مائدة القرآن الكريم، وتشجيعهم على الإقبال عليه، وحفظه وتجويده.
وإن من دلائل توفيق الله، ونعمه الظاهرة التي تستحق شكر المنعم سبحانه وتعالى عليها، ظاهرة العناية بتعلم القرآن الكريم وحفظه في هذه البلاد المملكة العربية السعودية، وتبرز هذه الظاهرة جلياً في اهتمام ولاة الأمر وفقهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد وإخوانهم واهتمام طلبة العلم والوجهاء والأعيان بتعليم القرآن وحث الناشئة على حفظه وتجويده والتخلق بأخلاقه ونلمس هذا جلياً في عدة مناشط، يأتي الاهتمام بارزاً في المنهج التعليمي، وفي المدارس وفي الكليات المتخصصة وفي إنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى عدة لغات وفي ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيهات ولاة الأمر وفقهم الله ممثلة في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في ربوع المملكة عبر حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد للأبناء، وفي دور تحفيظ القرآن المسائية للنساء من جهود خيرة في تربية أبناء المسلمين على العقيدة الصحيحة، تحقيقاً للخيرية الموعود بها في قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). إتقان القرآن الكريم تلاوة وحفظاً عن ظهر قلب، تربية أفراد المجتمع على محبة البذل والإنفاق في سبيل الخير وعلى رأس ذلك تعلم القرآن الكريم وتعليمه وتوجيه الأبناء إلى دور المسجد في الإسلام حيث إنه غير مقصور على الصلاة فحسب وتشجيع نساء المجتمع وبناته على تعلم كتاب الله والعمل به والمحافظة على الوقت وقضائه بما ينفع ويفيد. وتخريج عدد من حفظة القرآن الكريم المؤهلين ليقوموا بإمامة الجوامع والمساجد. ولقد نفع الله بهذا الجمعيات نفعاً عظيماً وقد أثبتت التجربة العملية أن من أنفع وسائل التشجيع تكريم حفظة كتاب الله وإقامة المسابقات، ويأتي حفل جمعية تحفيظ القرآن بمحافظة المجمعة لتكريم حافظي وحافظات كتاب الله عز وجل برعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومشاركة معاليه فرحة أبنائه وبناته بحفظ كتاب الله الكريم من الدلائل الواضحة على اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد بكتاب الله الكريم وإن رعاية معاليه سيكون لها الأثر الطيب والكبير في نفوس حملة كتاب الله الكريم وتشجيعهم على الإقبال على قراءته نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمده بعونه وتوفيقه وأن يجزيه أحسن الجزاء على ما يقوم به من جهود في رعاية هذه الجمعيات وتشجيعها.
كم أقدم شكري وتقديري للقائمين على جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة المجمعة ممثلة في رئيسها فضيلة/ الشيخ عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي والمشرفين والمشرفات والمعلمين والمعلمات على ما يبذلونه من جهود للدارسين في حلق تحفيظ القرآن الكريم في المساجد وللدارسات في الدور النسائية في سبيل تحفيظ كتاب الله الكريم للأبناء والبنات وتربيتهم على آدابه وأخلاقه وتشجيع الناشئة على الاستمرار وذلك بتقديم شهادات تقديرية للطلاب والطالبات المتفوقين وجوائز تشجيعية، نقدية، وعينية والقيام برحلات ترويحية لطلاب الحلق داخل المنطقة وخارجها وتهيئة الفرصة لكبار السن رجالاً ونساءً لتعلم القرآن الكريم وحسن تلاوته وحفظه عبر حلق خاصة بهم.
كما أحب أن أشير إلى أمر مهم وهو أن كثيراً من المتفوقين في المدارس النظامية في المحافظة ولله الحمد هم من الملتحقين بحلق تحفيظ القرآن الكريم ومن هنا بهذه المناسبة أحث أولياء الأمور على إلحاق أولادهم بنين وبنات بهذه الحلقات ليكونوا عوناً لهم على طاعة الله عز وجل وليقضوا فراغهم بما يفيد، وليكون ذلك سبباً لصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. هذا والله أسأل أن يوفق القائمين على هذه الجمعيات لكل خير و يعينهم على هذه المسؤولية العظيمة وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

* رئيس كتابة عدل محافظة المجمعة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved