أن يقدم أشخاص على تفجير أنفسهم، مفضلين الانتحار بأسلوب مأساوي لا يقدم عليه سوى الأشخاص الذين خلت أفئدتهم من الوازع الديني الذي يحرم قتل المرء لنفسه مهما كانت الأسباب، فهو الانحراف والكفر معاً.
ولهذا فإن تعدد حالات تفجير الإرهابيين لأنفسهم بعد أن يحكم رجال الأمن السيطرة عليهم وتضيق عليهم الدائرة، وبدلاً من أن يسلموا أنفسهم إلى رجال الأمن ليضمنوا محاكمة أمام المحاكم الشرعية يختارون عملاً محرماً شرعاً ويقدمون على فعل مشين من الكبائر التي حرمها الله، ونهى عنها المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فالنص القرآني واضح لا لبس فيه إذ يقول عز من قائل {وّلا تّقًتٍلٍوا أّنفٍسّكٍمً} [النساء: 29]،
*، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة».
والسؤال لماذا يقدم هؤلاء على هذه الأعمال التي لا يقرها الدين ولا العقل، هل هو الهروب من تحمل المسؤولية عن الأعمال المنكرة والشريرة التي ارتكبوها، أم أنهم لم تصل لهم الدعوات التي وجهتها الأجهزة المسئولة التي اعلنت ولا تزال تعلن على أن من يسلم نفسه إلى السلطات يضمن محاكمة شرعية عادلة مع النظر في التخفيف من العقوبات والاجراءات الأخرى، ويظهر أن هؤلاء الإرهابيين الخارجين على نصوص الشريعة الواضحة قد طمس على عقولهم وأفئدتهم فكيف يختارون خسران الدنيا والآخرة بإقدامهم على الانتحار وقتل أنفسهم والنص القرآني والهدي النبوي يحرم ذلك، ثم ألم تصل إليهم دعوات الاستسلام هل هم معزولون عن مجتمعهم وأسرهم ومن يعرفونهم ليقدموا لهم النصح بالكف عما يقومون به من تهديد للبلاد والعباد، والنهاية قتل أنفسهم.
إن النهايات المحتومة التي انتهت إليه العناصر الإرهابية تتطلب من كل الجهات وخصوصاً التي تستطيع أن تصل إليهم في أن تقيم معهم حواراً وإفهامهم بأن ما يقومون به من أعمال منافية للشرع، ومضرة للبلاد والعباد ولأنفسهم، وأن العودة إلى حضن الوطن الدافئ والندم على ما اقترف من أعمال تهدد أمن البلاد، هو التصرف والاجراء الذي يتوافق مع الشرع والعقل والمنطق. وأفضل ألف مرة من الانسياق وراء دعوات المنحرفين الذين لايريدون الخير للمسلمين عامة وللمملكة خاصة وللشباب السعودي بالذات.
|