* بغداد / د.حميد عبد الله:
تحولت الفلوجة إلى عقدة مزدوجة لدى الأمريكان والشيعة معا، أما بالنسبة للأمريكان فإن ما يواجهونه في الفلوجة من مقاومة وقتل يعادل من حيث تأثيره المعنوي والنفسي ما يواجهونه في العراق كله، وأما الشيعة فإنهم يرون في أهل الفلوجة امتداداً لنظام صدام او هكذا يحاولون تفسير دوافع المقاومة في المثلث السني لكي يبرروا موقفهم من الاحتلال والقائم على مبدأ المقاومة السلمية. لكن الأمريكان كانوا وحتى قبل إسقاط الطائرة الامريكية يوم الأحد 3/ 11 يعتقدون ان (داينمو) المقاومة سيتوقف ذات يوم لكن إسقاط الطائرة الامريكية غير الكثير من القناعات خاصة وان المقاومة العراقية قد أعلنت أنها نجحت في تصنيع صاروخ محلي وهذا يعني أن ما يصفه الأمريكان ب«الأعمال الإرهابية» بدأ يتحول تدريجيا الى حرب نظامية وهذه الحرب بدلاً من أن تهدأ أو تفتر أخذت نزداد ضراوة، وقد اعترف الأمريكان على لسان ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية في العراق بأن الأسابيع القادمة «ستكون أسابيع دامية». وفيما تزداد المقاومة السنية شدة تشهد الجبهة الشيعية (استرخاء) واضحا من قضية المقاومة، فمقتدى الصدر الذي يعد اكثر رموز الشيعة رفضاً للأمريكان دعا الأمريكان في اليوم السادس من رمضان إلى «التوحد مع الشعب العراقي واستغلال شهر رمضان من اجل السعي إلى عدم إراقة الدماء». ويذهب الصدر بعيدا في تغيير نبرته من الاحتلال الأمريكي عندما يخاطب الأمريكان قائلا:«الى من هم في وطننا موجودون والى من هم حلوا في منزلنا الكبير ضيوفاً..الى محبي السلام كما نحن له محبون..» واستطرد الصدر في خطابه للأمريكان قائلا: «إن الشعب لا يريد للأمريكان إلا الخير فليس عدو العراق إلا صدام». من جهته قال الزعيم الشيعي محمد تقي المدرسي :«إن الشعب العراقي لا يقاوم الأمريكان إلا إذا صدرت فتاوى من مراجعه مؤكداً أن الاحتلال جاء بسبب ظروف استثنائية وسينتهي بزوالها».
|