* فلسطين المحتلة : بلال أبو دقة:
يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون يوم غد الأحد موافقة حكومته على تفاصيل صفقة تبادل الأسرى مع منظمة حزب الله اللبنانية؛ وذلك بعد اقل من يومين على تصريحات أدلى بها الشيخ حسن نصر الله الأمين العام للحزب أكد فيها على أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما بالنسبة لمصير ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، مشيرا (نصر الله): إلى أن المماطلة الاسرائيلية ليست لصالحها.. وهدد باللجوء إلى أساليب أخرى غير التفاوض في حال استمرت اسرائيل بالمماطلة.
وفي هذا الصدد أعلنت مصادر في ديوان شارون أن الأخير سيلتقي الخميس «أمس الأول» بعائلات الجنود الثلاثة الذين اختطفهم حزب الله في منطقة مزارع شبعا قبل نحو ثلاث سنوات، وبعائلتي رجل الموساد تننباوم، والملاح الإسرائيلي رون أراد.
وتأتي لقاءات شارون هذه تمهيدا لجلسة الأحد القادم، والتي سيُطرح فيها موضوع الإفراج عن المخطوفين والأسرى على الوزراء للمصادقة عليه.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن إسرائيل استكملت صفقة تبادل الأسرى مع منظمة حزب الله، حيث أعلنت بعض المصادر أنه سيتم طرح تفاصيل الصفقة على أعضاء الحكومة الإسرائيلية للتصويت عليها.
وكان الأمين العام لمنظمة حزب الله الشيخ حسن نصر الله تطرق مساء الأربعاء إلى التقارير الإسرائيلية بقوله: لا يهمّنا ماذا سيكون رد حكومة إسرائيل، فالأمر لن يغير من جوهر القضية وسيتم تحرير الأسرى في نهاية المطاف.
وأضاف نصر الله: أنه من الممكن أن يغير رد إسرائيل عامل الزمن، لكننا لن نتورع عن استخدام أية وسيلة لإعادة أسرانا.. فمنذ البداية كانت المشكلة تتعلق بحكومة إسرائيل في هذا الموضوع.
ويقول إن اللواء (احتياط) إيلان بيران المسؤول عن المفاوضات مع حزب الله من قبل الحكومة الإسرائيلية التقى بغالبية الوزراء الإسرائيليين خلال الأسبوع الأخير، وعرض عليهم مبادئ الصفقة المتبلورة، ومن المتوقع أن يستكمل لقاءاته مع جميع الوزراء حتى نهاية هذا الأسبوع.
وقال بيران لعدد من الوزراء: إن الصفقة لن تشمل معلومات عن الملاح الجوي المفقود رون أراد، لكن يتم فحص إمكانية تشكيل طاقم يشارك فيه ممثل عن حزب الله، يتعهد بالسعي للحصول على معلومات عن الملاح أراد.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية: إنه سيتم تقديم مبادئ الصفقة إلى الحكومة يوم الأحد للمصادقة عليها؛ وإذا صادقت الحكومة عليها فستقوم الطواقم المهنية المسؤولة عن الموضوع بإدخال مضامين ملموسة عليها وستسعى إلى بلورتها.
وتشير التفاصيل التي كُشف عنها حتى الآن في المحافل الاسرائيلية إلى أن إسرائيل ستفرج عن الأسيرَين اللبنانيين مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد، إضافة إلى نحو 400 من الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين.. وفي المقابل ستستعيد الجاسوس الإسرائيلي العقيد (احتياط) إلحَنان تننباوم الذي وقع في أسر حزب الله، وكذلك جثث الجنود الثلاثة (بيني أفراهام، عمر سواعد، وعدي أفيطان).
أما الأسرى الأردنيون الذين كان من المفترض أن يفرَج عنهم في إطار الصفقة، فسيتم إخلاء سبيلهم ضمن إطار آخر.
ولا يوجد أسرى مصريون في القائمة التي تمت بلورتها في إطار الصفقة.. وقال وزير الصحة الإسرائيلي داني نَفيه في هذا الصدد: يُحظر الإفراج عن أسرى مصريين طالما أن عزام عزام يقبع في السجن المصري.
واستنادًا إلى المعلومات الاسرائيلية: فإن قائمة الأسرى الفلسطينيين لا تتضمن أسرى قتلوا إسرائيليين.. وكان رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي ( آفي ديختِر) عارض إخلاء أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين، لكنه على ما يبدو لا يعارض إطلاق سراحهم إلى المناطق اللبنانية « أي إبعادهم ».
أثارت عاصفة بين وزراء
حكومة شارون
هذا وتبين من فحص إسرائيلي أجري قبل ثلاثة أيام من انعقاد جلسة الحكومة الإسرائيلية التي سيعرض فيها أريئيل شارون صفقة تبادل الأسرى للمصادقة عليها، أنه لم يتم ضمان أغلبية بين وزراء الحكومة تؤيد الصفقة.
وأثارت صفقة تبادل الأسرى المتبلورة بين إسرائيل وحزب الله عاصفة بين الوزراء عشية عرضها على الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية يوم الأحد المقبل لإقرارها.
وتفاجأ بعض الوزراء بعد سماعهم الأقوال التي أدلى بها اللواء (احتياط) إيلان بيران، والتي كشف فيها عن أن الصفقة لن تشمل معلومات عن الملاح الجوي الإسرائيلي المفقود رون أراد.
وقال وزير العدل الإسرائيلي (تومي لبيد): إنه يعتزم معارضة صفقة تبادل الأسرى في شكلها الحالي.
وأعربت وزيرة التربية الإسرائيلية (ليمور ليفنات) عن قلقها من أن الصفقة لا تشمل معلومات عن رون أراد، ومن قوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، موضحة أنها: ترى صعوبة في التصويت إلى جانب الصفقة.
ويعارض الوزير بيني إلون الصفقة حيث قال: لا يمكن لدولة أن تستسلم لمنظمة إرهابية مجرمة، لأنها ستشجع بذلك على اختطاف إسرائيليين.
وقال الشيخ حسن نصر الله قال مساء الاثنين خلال مأدبة إفطار في الضاحية الجنوبية لبيروت: الأسبوع المقبل ينهي الألمان مفاوضاتهم الماراتونية الطويلة، وعلى ما وعدنا به من خلال الوسطاء الألمان فان الأسبوع المقبل قد يقدم لنا صورة حاسمة عن الاتجاه الذي ستسير به الأمور والى أي نهاية.
وأضاف: الإسرائيليون مترددون بإنجاز عملية التبادل.. الوقت ضيق وهذا يعني أننا نذهب إلى خيار آخر .. مؤكدا : أن شروط ومطالب حزب الله واضحة ونهائية ولم يعد عندنا شيء نتنازل عنه.. نحن التزمنا بإعادة الأسرى بالتفاوض وإلا بوسيلة أخرى.. وشدد على أن عملية التبادل يجب أن تشمل الإفراج عن لبنانيين وفلسطينيين وأردنيين وسوريين معتقلين في اسرائيل.
يذكر أن حزب الله كان قد هدد في السابع والعشرين من تموز الماضي بأسر مزيد من الإسرائيليين في حال لم يتم تسوية ملف المعتقلين في اسرائيل قريبا؛ موضحا أن عدة سيناريوهات تدرس من قبل الحزب في حال فشل المفاوضات وهي : الجبهة على مزارع شبعا، الاستيلاء على مستوطنة إسرائيلية، اختطاف المزيد من الإسرائيليين.
|