في عام 1895 كان العالم الألماني روينتجين مهتماً بدراسة ظاهرة الضوء بشكل عام وانبعاثاتها الناتجة عن تفريغ شحنة من التيار الكهربائي وتمرير هذه الشحنة داخل أنابيب مفرغة من الهواء تماماً.
وكان العالم الألماني منبهراً بالأشعة ذات القطب السالب واستخداماتها.
تفاجأ العالم روينتجين أثناء عمله بأن الأنبوب الزجاجي المغلف بالكرتون عندما يتم شحنه فإن جسماً ما يلمع بالغرفة، وعندما تفحص هذا الجسم تبين أنه عبارة عن شاشة كبيرة مغطاة بمادة الباريوم بلاتينوسيانيد، وكان يستخدم هذه الشاشة من أجل اختباراته على الأشعة سالبة القطب، ولكنه وجد أن الشاشة قد تعمل مع الأشعة الناتجة عن الأنبوب المفرغ من على بعد لم تكن الأشعة سالبة القطب لتلتقطه.
وبينما كان يعمل على اختبار الأشعة الجديدة حدث أن أمسك ببعض الأجسام ووقف بها بين الأنبوب الزجاجي والشاشة الكبيرة، وبينما هو ينظر وإذا به يرى عظام يديه تظهر على الشاشة الكبيرة، لا يمكن لأحد أن يتخيل تلك اللحظة التي ظهرت فيها صورة يديه على الشاشة وكيف كان إحساسه مختلطاً ما بين الخوف والدهشة السعادة والاضطراب، بعد ذلك أخذ يدرس هذه الظاهرة الجديدة وطبيعة هذه الأشعة ويفكر في استخداماتها، وكان الألماني روينتجين يخبر أصدقاءه أنه قد اكتشف شيئاً جديداً ربما يصبح ذا شأن فيما بعد ولكنه لا يعرف ما هو حتى الآن. وبعد أن تمت الاختبارات والتجارب على الأشعة الجديدة قدم العالم الألماني أول تقرير له عن هذه التجارب إلى رئيس الجمعية الطبية الألمانية وذلك في شهر ديسمبر من نفس العام مرفقاً مع التقرير صورة ليد زوجته مصورة بالأشعة السينية، وبحلول السنة الجديدة كان التقرير قد أرسل إلى كثير من أصدقائه الأطباء في كثير من بلدان أوروبا وهذا ما ساعد على انتشار هذا الاختراع ولم يمر العام حتى أصبح اختراع الأشعة السينية يستخدم في كثير من المجالات وعلى رأسها بالطبع المجال الطبي.
ففي حين أن العالم أجمع قد أدرك أهمية وعظمة هذا الاختراع نجد أن الأطباء والمهتمين بالمجال الطبي قد احتفلوا بهذا الاختراع بطريقة خاصة.
أخذ العلماء في المجال الطبي بعد ذلك في تطوير الجهاز المستخدم حيث لم يكن يصور في البداية إلا الأجسام المعدنية مثل الأجسام الغريبة التي قد تدخل الجسم، إذا ابتلع أحدهم شيئاً ما عن طريق الخطأ مثلاً أو أصيب آخر بعيار ناري.
وقد تطلبت المسألة أن يضاف إلى الجهاز بعض الأقطاب المعدنية أو ليتمكن الأطباء من تصوير الأجزاء اللينة في الجسم مثل الأوعية الدموية وما إلى ذلك من أشياء مثل وجود ورم في مكان ما في الجسم.
|