* الرين - مبارك زيد الجليغم:
الرين لا تبعد عن الرياض كثيراً، والطريق الموصل إليها كغيره شملته رعاية الدولة -أعزها الله- الساهرة على راحة المواطن والمقيم فناله نصيب من السفلتة والتوسعة والاصلاحات ونفذت مرحلتان من ذلك، وعلى مواصفات جيدة، غير ان مشكلة تعترض هذا الطريق نغصت على العابرين صفو تنقلاتهم وتسببت في عدد من الحوادث والخسائر، وهذه العقبة تتمثل في اعتراض مزرعة لأحد المواطنين في منتصف الطريق تم البت في ملكيتها له إلا أن روتين الإجراءات حال حتى الآن دون اتخاذ شيء بشأنها من حيث سلامة المسافرين.
جلسات ومستندات
حمد بن هزاع بن جرمان.. مزارع يسكن في قرية الهمجة والمزرعة على بعد 150 متراً من القرية الصغيرة، أشار لنا بعض المواطنين أنه معني بهذه المزرعة فتوجهنا إليه وتحدثنا ملياً عن المزرعة الخطرة فأفاد أنه لا يتحمل أدنى مسؤولية في بقائها على هذا الحال رغم أنه منزعج ومستاء مما يسمعه من رمي للكلام من بعض مرتادي الطريق الذين يعبرون عن لومهم لصاحب المزرعة حتى وإن كانوا لا يعرفونه، فهم يحكمون على ظاهر الأمور.. وأوضح أن المزرعة مملوكة لهم منذ سنين طويلة وبها أشجار ومزروعات مثمرة تشمل أكثر من مائتي نخلة وتغذي المزروعات عدة آبار داخل المزرعة، وأنه عند بداية تنفيذ أعمال طريق الرين - الرياض تقدم بطلب لوزارة النقل عام 1419هـ للحصول على تعويض عن الجزء الذي يقتطعه الطريق من مزرعته هذه، وذلك عن طريق محام معتمد، غير أن الوزارة ادعت أن المزرعة محدثة بعد رسم الطريق عام 1413هـ، ثم انهم رفعوا شكواهم بهذا الشأن إلى ديوان المظالم، وبعد تقديم المستندات والأدلة عبر 18 جلسة في الديون بت الديوان في القضية وأثبت صحة ملكيتنا لها، وأمر بتشكيل لجنتين من وزارة النقل ومن وزارة المالية للشخوص لموقع المزرعة وتقدير ما تراه اللجنة قيمة للتعويضات.. وتفاءلنا خيراً من ناحيتين أولاهما أن هذه المشكلة ستحل وننزع عن أنفسنا الجرح مما قد يظن البعض أننا سبب فيه من إزعاج للعابرين للطريق وحباً للخير وعدم إيذاء الآخرين.. وثانياً ان هذه المشكلة أرقتنا، وأخذت منا جهداً ووقتاً وعطلت كثيراً من مصالحنا، ولكن المدهش أن اللجنة لم تخرج ولم تجتمع وعند كل مراجعة يعتذر المسؤول أن اللجنتين لم تتمكنا من الالتئام والالتقاء لتحديد موعد مناسب للتوجه إلى الموقع، وكانت وما زالت مراجعاتنا مستمرة إلى وقت قريب ولكن لم نخرج بطائل.
الحوادث مستمرة
يقول صاحب المزرعة بحسرة وأسى أنه كثير الانزعاج من تكرار الحوادث حول مزرعته التي تعترض الطريق وأنه قد ناله نصيب من الخسائر المادية من هذه الحوادث حينما ترتطم بعض المركبات بسياج المزرعة وتتلف بعض الأشجار وبعض المحاصيل علاوة على تخوفه وأسرته وعماله الدائم من وقوع هذه الحوادث والتحسب لها مما جعلهم في قلق وجرح دائمين.
لم نكتف بكلام صاحب المزرعة فتوجهنا إلى طرف محايد والتقينا المواطن حضرم بن فهيد البندقاني حيث أنه من عابري هذه الطريق فدار النقاش. فأكد أنه يعبر من هنا ثلاث مرات إلى أربع يومياً بحكم طبيعة عمله وسعيه في طلب الرزق.
كما أكد أن وضع المزرعة بهذه الحال مزعج له ولغيره، ولكنه كما يقول قد عرف الطريق بطبيعة الحال ويحسب لهذا الأمر حسابه، ويأخذ الحيطة والحذر، إلا أن كثيراً من العابرين لا يعرفون ما قد يعترضهم في الطريق فيتفاجأون بالمزرعة فتحدث الحوادث التي ينتج عنها خسائر أو اصابات بشرية.
وأوضح أنه شخصياً قد قام باسعاف حوادث متعددة وحالات اصابة حول سياج المزرعة، وعبر عن استغرابه عن عجز الدوائر والجهات المختصة حتى الآن عن البت بالأمر وإنهاء المشكلة!!
كذلك التقينا المواطن هزاع القحطاني وهو طالب في المرحلة المتوسطة فقال: إنني اعبر هذا الطريق بشكل يومي ذهاباً وإياباً خلال أوقات الدراسة ومع نقل طلاب ومعاناتنا لا توصف مع هذه المزرعة حيث أحياناً تتسبب في تأخرنا على الطابور الصباحي وأنا قلق من وجودها.
كذلك التقينا اسائق شاحنة مشروبات غازية وهو فلبيني الجنسية ولا يجيد التحدث باللغة العربية، ولكن مرافقه أوضح لنا أن التحويلة والنزول من الطريق المعبد إلى الطريق الصحراوي تسبب في اتلاف بعض العلب وخاصة الزجاجية وحسب قوله انها حدثت معهم أكثر من مرة، ويتحملون خسائر في البضاعة والمركبة علاوة على المشقة التي تنالهم بسبب ذلك.
|