طاش خرج عن المألوف
ليتك يا عبدالله شاهدت الحلقة الثانية

قرأت ما كتبه الأخ/ عبدالله الكثيري بصفحة شواطئ بعدد الجزيرة (11355) ليوم الجمعة 5/9/1424هـ حول برنامج «طاش ما طاش». وقد أصاب الكثيري كبد الحقيقة بقوله أن البرنامج بدأ يشطح عن مساره وخصوصاً بعد أن شاهد الحلقةالأولى لطاش (11).. كلنا نتفق أن هذا البرنامج حظي بشعبية كبيرة وجماهيرغفيرة تنتظره سنوياً وتتسمر أنظارها وتصغي أذانها أمام شاشات التلفزة لتستمتع بفكاهية الطرح والعرض لقضايا ومشكلات اجتماعية.. شهرة هذا البرنامج على المستوى العربي بدأ يأخذ منحنى غير الذي اعتدناه ... الحلقة الثانية -بدون محرم- لطاش(11) اسدلت الستار وكشفت القناع .. حقيقة تلك الحلقة قوبلت باستهجان واستغراب كبير من غالبية المجتمع بل أن أحد إخواننا العرب حادثني واستغرب عرض تلك الحلقة التي تدعو دعوة صريحة إلى انسلاخ المرأة من تعاليم دينها وضوابط إسلامها وتمردها على قيمها وعاداتها.. ولا أعلم كيف سمحوا لأنفسهم وجرؤوها على الاعتراض والامتعاض على المحرم الذي هو الدرع الواقي والسياج المانع لكرامة المرأة وصيانة عرضها والمحافظة على شرفها وهذا هو شرع الله الذي لا يجوز الاعتراض أو الامتعاض مهما كانت الحجج والأعذار.. وبهذا صور وجود المحرم أنه سبب من أسباب حرمان المرأة من كثير من حقوقها وضرورياتها وهذا تصور خاطئ.. فمتى كان تناول المأكولات في المطاعم من حقوق المرأة وضرورة تسمح بها عاداتها وتقاليدها؟! ولذا ركزت الحلقة على هذا الجانب وأخذ أكثر من ثلث الحلقة.. بل ضخم الأمر بشيء من الغرابة وبولغ فيه حتى حار منه الحكيم والحليم. فمتى منعت النساء من دخول الأسواق إلا بوجود محرم؟! ومتى منعت المرأة من سحب النقود من مكينات الصرف الآلي المنتشرة في شوارع مناطق ومدن ومحافظات المملكة إلا بوجود محرم؟! ومتى امتنع رجال الأمن من دخول المنازل في حالة وجود لصوص أو مخاطر تهدد من بداخلها إلا بوجود محرم؟! أليس هذا كذب وبهتان وافتراء وتزييف للحقيقة وتشويه للواقع.. أليست هذه الحلقة قد صورت واقع المرأة السعودية خارجياً وأنها تعيش حالة من الكبت في ظل تعاليم الشريعة وأنها مهضومة الحقوق ومسلوبة الرأي.. وإذا كان الإعلام الغربي دوخنا منذ سنوات بحقوق المرأة في السعودية وسرد الأباطيل والأكاذيب واتهم الإسلام بأنه هو سبب تخلفها وأنه هضم حقوقها وانتقد عاداتنا وقيمنا وأنها من بقايا الجاهلية.. جاءت تلك الحلقة كتأكيد ودعم لما ينادي به الإعلام الغربي لأن من قام بكتابة النص وتمثيل الأدوار سعوديون بالإضافة إلى أن طاقم النساء يرتدين اللباس السعودي وسجلت الحلقة بالرياض وعرضت عبر القناة الأولى.. وقد حذرت مرارا من خطورة الأفكار التي يبثها ويتبناها بعض بني جلدتنا الذين تصول وتجول أقلامهم بالعديد من صحفنا المحلية ومجلاتنا الداخلية وممن سمح لهم بنشر حلقات وبرامج تلفزيونية متخذين حرية الرأي والطرح بغض النظر عما يوافق أو يخالف الإسلام أو يتعارض ويتماشى مع قيمنا وعاداتنا ونظامنا.. فأقول لمخرج البرنامج وممثليه أخ ثم أخ ما هكذا تورد الإبل وما هكذا تنال الشهرة على حساب الإسلام.. ختاماً أكرر شكري وتقديري للأخ/ عبدالله الكثيري وأمل أن يتناول الحلقة الثانية في الزاوية القادمة. هذا ما كان والله المستعان.....