استطاعت المرأة أن تتجاوز الحصار الذي طوّقها فترة طويلة من الزمن، إرادة وعزيمة، واقتحمت مجالات كانت جديدة عهد بها..!
فبرعت الطبيبة والمعلمة وتفوقت الممرضة، وشغلت مناصب عديدة.!
واليوم أصبحت الكاتبة والأديبة تثري الساحة الثقافية بكتاباتها، معبرة عن واقعها بصوت أكثر جرأة وقدرة في تحدٍ لذاتها.!
واستطاعت أن تجابه الصعوبات التي وضعتها ضمن إطار الجمود لتؤكد لنفسها ولغيرها أن الإرادة الصلبة تهزم الصعاب..!
وقدَّمت مشاركات ثقافية وأدبية ضمن أنشطة أقامها نادي جدة الأدبي، الثقافي،، ضمن ضوابط إسلامية لتدلل على أن الثقافة لا تقتصر على الرجل.!
ولها خطوات رائدة في إثراء الأدب في المملكة.. وقد امتلأت الساحة بالكاتبات والأكاديميات، وكذلك القاصات اللاتي أبدعن في مجال الرواية والقصة وكتابة النص الأدبي.. وخرجت المرأة من عزلتها التي انحصرت فيها مدة طويلة.. وقدمت أعمالا يفخر بها.!
وان المرأة السعودية أضافت نصيباً إلى زادنا الثقافي الذي أبدعت فيه وقدمت نموذجاً مشرفاً في تاريخنا الأدبي..!
وها هي تطبق المقولة الغربية «إن السعي إلى الكمال يجعل المرء يلهث عند كل منعطف».!
ومازالت في تحدٍ دائم مع النفس لتضع بصمتها، ولتكون جديرة بالريادة وان قيّدها المناخ الاجتماعي وفرض عليها شروطه وتقاليده.!
ومازالت المجالات واسعة أمامها.. وقد برزت الفنانة التشكيلية التي عبّرت بريشتها عن واقعها المتطور.!
ولم تنته نظرة المجتمع بإلصاق التهم إليها بالاتكالية وضحالة ثقافتها..
وإن كانت هذه الاتهامات قد تحد من انطلاقتها الثقافية.. فقد لاقيت.. فتيات وسيدات موهوبات يصنعن ثقافتهن رغم قلة سبلهن.. لعدم توفر مكتبات عامة إلا ما ندر.. كما لا توجد منابر أدبية تستقي منها الثقافة والقدرة على الحوار.. وان كان نادي جدة قد وفر صالة، استطاعت من خلالها أن تشارك في حركة الثقافة بنصيب جيد بثقافة واسعة بعيدا عن الاستهلاكية..!
وهذا ليس كافيا فسيداتنا يتطلعن إلى مشاركات جادة وهادفة، وأن تتوفر صالات نسائية من خلال الأندية الأدبية الأخرى، لتصنع ثقافتها وتحاور فيما يرتقي بالمرأة في وطنها اليوم.!
ومازالت الأيام تحمل لنا نماذج رائعة لمبدعات، وهن يحتجن الفرصة لإثبات الذات.. ويثرين الساحة الواسعة بعطاءاتهن المتميزة، لتبقى بصمة في تاريخ الوطن الغالي.!
|