ربما تكون المرَّة الأولى لي أن أشاهد أعمال فنَّان تشكيلي ذات وحدة موضوعية غير أنَّها متنوِّعة الأبعاد...
ليلة أمس الأول، افتتح الدكتور «إبراهيم الحمر» الطبيب الرسَّام معرضه (خيلاء الخيل)... الشِّموخ والشَّمم، القوَّة والإباء...، الجمال والوفاء...
وفي ثلاث وسبعين لوحة ذوات تصميم فريد... قدَّم الخيل الرَّاكض، والواقف، والمفكِّر، والمتحرِّك، في لمحاته، وسكناته، في حزنه وفرحه وعنفوانه وسكونه...، عندما يهمُّ بالكلام... أو يبعث إلى التَّأمُّل، وعندما يستدعي النَّخوة أو يحرِّض على الولاء، عندما يهيِّئ للاطمئنان، أو يحفِّز على السِّباق...، وعندما يتناغم مع مشاعر الفروسية...، ويداعب الإحساس بالقوَّة.
ثلاث وسبعين لوحة كان فيها «إبراهيم الحمر» هو الجواد المكرُّ المفرُّ في ساحات الخيل يتصيَّد التَّفاصيل... فيما يبدو ظاهراً على سيماء الخيل، بينما هو في الواقع متسلِّلاً إلى تفاصيل الخفايا في سلوك الخيل وفق حالات مزاجها ولحظات بوحها...
معرضه اتَّسم بوحدة الموضوع
وتنوُّع الأفكار...
كانت صارخة فيه قدرة البوح في ريشة الشَّاعر النَّاطق لوناً وحركة في جزئيَّات التَّعبير المشكَّل على مساحات اللَّوحات...
في هذا العرض تحدَّدت وتوحَّدت غايات الفنان إبراهيم تلك التي نطقت بها لوحاته...
فالخيل رمز موحَّد لرموز عديدة في كيان العربي...
هو ليس للتَّرف بل للتَّمثُّل:
فهو محرُّكٌ لإحساس الاعتزاز والقوَّة، والعمل، والأمل، والفخر والصُّمود، والرَّكض والنَّجاح، فهو رافض للخنوع باعث للجد...
هو مدرسة رمزيَّة لدعوة همَّة لا تخور... كان العرب لا يتخاذلون عن إدراج أسماء أبنائهم في قوائم مرتادينها... حيث التَّنافس في فروسية الأداء والوفاء....
تحيَّة...
للدُّكتور الفنان «إبراهيم الحمر...»
حيث كنتُ أُبحر مع أمواج لوحاته... وهو يجدِّف بنا نحو شواطئ بعيدة لا يدركها إلاَّ من تعمَّق في هذه الأبعاد ما وراء خيلاء الخيل،
وشموخ الأمواج...
ونبض الفروسية ...!
وتصميم الأداء ...
حيث نطَّق الخيل...
فتجاذبنا معها الحوار...
|