الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: قال عليه الصلاة والسلام «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» وما نحن نتفيأ ظلاله في هذه الأيام من موسم عظيم من مواسم الخيرات «رمضان» لهو من النعم العظيمة إن استغل في الخير وتنقلب لنقمة على من ضيَّع أوقاتها في السهر والملهيات والمحرمات.
فهذا رمضان زائرنا مرة في العام وهو فرصة لا تعوَّض لأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء وكما قال الأول:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أهون ما عليك يضيع
وقال آخر:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
ومع الأسف أصبح الوقت أهون ما يضيع عند الشباب لذلك نسمع بعض العبارات الفارغة المقيتة التي تندد بالوقت ومنها «تعال نقتل الوقت» وأنا أتساءل: كيف يميع المسلم شخصيته هكذا؟! وكلنا يعرف ان حياة المسلم جد في جد لا هزل في هزل، إن هذا التجرد من المسؤولية من بعض الشباب، والجهل بأهمية الوقت والحياة الهزلية لهو نذير يدق ناقوس الخطر عليه وعلى أمته من حوله لأنه لبنة من لبناتها وعنصر من عناصرها التي قامت عليه والأمم لا تقاس إلا بشبابها.
إذاً فما هو الحل؟ ويكمن الحل في المحافظة على الوقت بما يعود على المسلم بنفع له ولأمته فهناك عدة برامج لاستغلال هذا الموسم فمنها: الالتحاق بالدورات العلمية الشرعية ليرفع الجهل عن نفسه وأيضا الحرص على الالتحاق بالدورات المكثفة لتحفيظ أو تعليم القرآن الكريم علاوة على الحرص على قراءته والحرص على ختمه، قراءة السنة النبوية، محاولة تنمية المهارات المباحة، الذهاب للعمرة وزيارة المسجد النبوي.
وعلينا ان نعلم ان من لم يشغل نفسه بالحق أشغلته بالباطل، ومن كانت بداياته في الطريق الصحيح كانت نهاياته مشرقة بإذن الله، عند ذلك يشعر المسلم بسعادة وانشراح الصدر لأنه عنصر فعَّال مؤثر في مجتمعه نافع لأمته، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، أسأل الله العظيم ان يصلح حال المسلمين في جميع أصقاع الأرض إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
هيئة الأمر بالمعروف بالنبهانية
|