Friday 7th november,2003 11362العدد الجمعة 12 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حينما يستشعر المسلم أهمية هذا الشهر والحكمة من فرضيته: حينما يستشعر المسلم أهمية هذا الشهر والحكمة من فرضيته:
موظفون محتسبون في رمضان

* تحقيق - يوسف بن ناصر البواردي:
لا عجب أن ترى نفوسا زكية تنتظر شهر رمضان على أحر من الجمر، واننا إذ نفرح بهذا الشهر الكريم لنستغرب بأن هناك نفوساً تستثقله ولا تطيقه ولا غرابة في ذلك فهي لم تترب على الاحتساب فهو شهر الاحتساب والصبر، والصبر جزاؤه الجنة!!
ولعل هناك من تلك الفئات فئة الموظفين بشتى طبقاتهم اولئك الذين لم يعودوا انفسهم على الاحتساب، فأحوالهم عجيبة في اوقات الدوام والتعامل مع المراجعين والزوار.
نتركك أخي القارىء الكريم مع هذا التحقيق الذي يدور حول هذه الفئة فإلى نص التحقيق.
حسب المفهوم
في البداية تحدث فضيلة مدير عام التوعية والتوجيه بفرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم الشيخ نواف بن عبيد الرعوجي موضحا ان الحديث عن احوال الموظفين في شهر رمضان هو ضمن الحديث عن سلسلة طويلة ترسبت عند اكثر الناس اليوم عن العمل في شهر رمضان، فالمتأمل لاحوال الموظفين يرى التفاوت الكبير والبون الشاسع بينهم، فالبعض من الموظفين الذين وفقهم الله للصواب يأتي للعمل بهمة عالية وروحانية واضحة فتراه صافي الفكر هادىء الطبع قد ظهر وبدا ذلك من اعماله الطيبة والجد في أداء العمل فهو يعلم انه في شهر تصفد فيه الشياطين ويعرف انه شهر العبادة وان هذا العمل الذي يقوم به عبادة اذا استشعر ذلك «إنما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىءٍ ما نوى...» مشيرا كذلك ان هناك من الموظفين في المقابل يعيشون ايام رمضان بثقل وتفريط، فهو قدر تربى واعتاد ان يكون النهار نائما، واذا استيقظ لمثل هذا العمل فهو يذهب بكسل وخمول وكأنه لا يريد ان يستيقظ من نومه وكسله فهو لا يريد ان يسمع من احد او يتكلم مع احد، فتراه سريع الغضب عند اتفه كلمة، لماذا؟ لأنه صائم كما يقول!!!
وأكد فضيلته ان المفترض في اخلاق الصائم عكس هذا تماما.. معربا عن اسفه لترسخ المفهوم الخاطىء عند البعض ان الصيام منهكة للقوى، لذلك ترى الموظف لا يستقبل ولا يرسل، تراه سلبيا في عمله لا يقدم ولا يؤخر يقضيه في النوم والكسل وكأنه يعد الساعات لينهي الوقت وكأنه في قفص يريد الخروج منه ومثل هؤلاء حالهم عجيبة ومؤسفة لو في حال لو تعاملوا مع شهر رمضان شهر العمل والتضحيات والجد والنشاط بما ينبغي له لرأينا ان من الواجب ان يزيد الموظف في العمل جهده لأنه يكون اكثر سعة في الوقت واقل انشغالا في هذا الشهر الكريم.
مظاهر سلبية
بعد ذلك اكد سعادة مدير عام شؤون الموظفين المكلف بالرئاسة الاستاذ عبد المحسن بن حمد اليحيى ان نصوص الكتاب والسنة تبين اهمية هذا الشهر الكريم وقيمة الوقت في حياة المسلم وانه اذا استثمره في الطاعة تضاعفت الحسنات وكفر الله به السيئات وان هذا الشهر مدرسة تعلّم المسلم الجد والاجتهاد في عمله واخلاص العمل لله وحده «إلا الصوم فهو لي وانا أجزي به» والصوم ليس عن الاكل والشرب فقط انما عن كل ما حرم الله من الاعمال والاقوال مؤكدا كذلك أن الموظف المسلم يستشعر عظمة الله في هذا الشهر ويدرك ان اتقان العمل من الاعمال الصالحة وان استغلال وقت العمل في المحافظة على ادائه على اكمل وجه يزيد في الحسنات وان اي اخلال بذلك يؤثر سلبا على اداء هذه العبادة العظيمة ويخشى على بعض اوجه التقصير من الموظفين ان يفقد بعض اجر صيامه حينما لا يعبأ ببعض الامور والتي يذكر بعض مظاهرها اليحيى ومنها:
أ - التأخر عن أوقات العمل بحجة السهر في الليل.
ب - الكسل أثناء الدوام وعدم الرغبة في الانجاز بحجة التعب من الصوم.
ج - الاجتماع في غير المصلحة وتناول الناس بالغيبة والنميمة.
د - كثرة الاستئذان والخروج قبل نهاية الدوام.
هـ - الانشغال بقراءة القرآن عن اداء العمل في وقته بحجة افضلية القراءة مع ان العمل واجب والقراءة سنة.
و - تفويت صلاة التراويح بحجة ان الشخص مكلف بعمل اضافي مع انه يمكن اداء العمل الاضافي بعد صلاة التراويح.
ز - سوء المعاملة مع الناس وعدم التلطف معهم بحجة أنه صائم فان المسلم الملتزم بتعاليم الدين يعلم ان أداءه لعمله ومحافظته على اوقاته وحسن معاملة الناس من الاعمال الجليلة والقيام بها في هذا الشهر الكريم من الامور الواجبة التي يتقرب المسلم الى الله بأدائها «إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه».
غياب المعاني الصحيحة
أما فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة حائل الشيخ سليمان بن عبد الله الرضيمان اشار الى ان كثيرا من الموظفين - هداهم الله - تتغير تصرفاتهم وتسوء اخلاقهم في هذا الشهر الكريم ومنشأ ذلك من عدة أمور يوضحها فضيلته مبتدئاً بالفهم القاصر لشهر الصيام واعتقاد البعض انه حرمان من الاكل والشرب، ومنها غياب المعاني الصحيحة للصيام وفوائده العظيمة الشرعية والجسمية، وكذلك مسايرة المجتمع باعتقاد ان الصائم يضيق صدره ولا يتحمل كثرة الكلام ويحاول الخلود الى النوم والكسل. مؤكدا الرضيمان ان مثل هذه الاسباب تؤثر سلبا على الموظف وتعطي صورة غير مناسبة لحال المسلم الذي هو عبدالله وان الصيام لم يشرّعه الله لتعذيب النفوس وانما هو لاصلاحها وتهذيبها والرقي بها في مراقي الكمال. مضيفا ان الواحد من امثال هؤلاء ربما مر عليه اجزاء طويلة من النهار دون أن يأكل شيئا ومع ذلك لا تلاحظ عليه أي بادرة من بوادر سوء الخلق او ضيق الصدر ولكنه حينما يفعل ذلك عبادة لله يشعر بذلك لماذا؟ يجيب فضيلته بأن سبب ذلك هو ضعف العلم وقلة الصبر والاحتساب وغلبة الهوى ووسوسة الشيطان.
ودعا فضيلته الى اهمية الاهتمام بجانب الصبر واحتساب الاجر على الله سبحانه وتعالى واعتقاد ان هذا الشهر شهر رحمة وشهر مغفرة وشهر صبر لوجه الله تعالى كما في الحديث القدسي «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» فهو عبادة عظيمة تربي على مراقبة الله وعلى الصبر على طاعة الله، فحري بالموظف ان تكسبه هذه العبادة قوة ونشاطا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان، وقد حدث في هذا الشهر معارك عظيمة بين الاسلام والكفار فلم يكن هذا الشهر في زمن من الازمان زمان كسل او تضجر او نوم.
برنامج رمضاني
وحول البرنامج المقترح للموظفين لاستغلال شهر رمضان وعدم التقصير في جانب الوظيفة والعمل يشاركنا فضيلة الشيخ عبد الكريم بن عبد المحسن التركي مدير عام الشؤون الادارية والمالية في الموضوع بقوله إن مما يعين على انسجام الموظف وحسن ادائه لعمله اداء طيبا وفعالا عليه الاهتمام بنقاط عدة وهي:
1- الحرص على الحضور المبكر وتفادي ازدحام السيارات واعلم ان حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول «بورك لأمتي في بكورها».
2- النوم ولو بعد العصر للاستعانة بذلك على القيام مع الامام.
3- التبكير بالفطور قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، ولا تنس ان دعوة الصائم مستجابة، وان له عند فطره دعوة ما ترد.
4- يفضل الاقلال من الاكل بعد المغرب لكي تخشع وترتاح في صلاة التراويح.
5- اداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد والحرص على اكمالها مع الامام في خشوع وتدبر يقول عليه الصلاة والسلام «من قام مع امامه حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة».
6- تنظيم الليل وتقسيمه ما بين عبادة وزيارة وقيام بحق الوالدين او رعاية للبيت والابناء، مع الحرص على النوم المبكر، فبعض المسلمين هداهم الله يسهرون طوال الليل وهذا يؤثر على اداء صلاة الفجر جماعة في المسجد ويؤثر على اداء العمل نهارا، فليحرص الموظف اللبيب على النوم في الليل وعلى السحور فان في السحور بركة وتأخيره افضل وفيه مأمن من فوات صلاة الفجر.
7- الجلوس بعد صلاة الفجر وقراءة الاوراد والاذكار وما تيسر من القرآن ثم ركعتا الاشراق ثم النوم الى قبيل التحرك للدوام والعمل.
8- اجعل همك منصبّا على اداء عملك فهو عبادة واجبة، من حسن النية والاحتساب لا يقدم عليها مستحبات اخرى.
9- اذا لم يكن لديك ثمة عمل فاستغل الوقت في قراءة القرآن والاشتغال بما هو خير من تسبيح وذكر واستغفار واداء صلاة الضحى، والمساعدة في اعمال البر والخير المتنوعة.
10- تجنب الجدل والخصام مع الزملاء والمراجعين، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حجة في ان يدع طعامه وشرابه».
11- ترك الكسل في اداء العمل وعدم تأخير المعاملات والحرص على تقوى الله في ذلك وعلى حسن التعامل مع الجميع فالعبد مسؤول ومحاسب عما تولاه من المناصب والادارات والمعاملات، وجميع الاعمال الموكلة اليه.

إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved