Friday 7th november,2003 11362العدد الجمعة 12 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
طرار ومناكف..!!
سلمان بن محمد العُمري

في كل مجتمع محتاجون، وفي كل مجتمع أناس مساكين وفقراء، وكل مجتمع رتب بشكل أو بآخر قضية التعامل مع هؤلاء، فبعض المجتمعات تعامل معها بشكل كامل، وبعضها بشكل بين هذا وذاك، وبعضها قد تجاهل الأمر، وفي بلادنا التي تستضيء بنور شرع الله فإن القضية ينظر اليها من منظور إسلامي كامل، وهذا المنظور هو الحل الامثل لأنه الحل الذي ارتضاه رب العباد سبحانه، وفي الجانب الإنساني الديني والخيري والاجتماعي بالاضافة للجانب المادي الاقتصادي الذي يكفل سد حاجة المحتاج وفق أسس سليمة، ورغم كل هذا فإن أياً منا يصادف في يومه أو غده شخصاً قد يكون محتاجاً، وهنا يأتي حب الخير وعمل الخير فيتصدق الانسان أو يزكي، أو يقدم هبة، أو هدية، أو ما شابه ذلك لسد حاجة محتاج أو تيسير امر عسر، أو تهوين مصيبة، أو ادخال السرور لقلب فقير أو بائس، وطبيعة الحال قد يكون الامر بالفعل هو وجود حاجة حقيقية، ولكن لا تخلو بعض الحالات من خداع لابد أن كلاً منا قد طاله شيء منها، حيث ان بعض النفوس البشرية الضعيفة يطيب لها التسول ومد اليد وسؤال الناس سواء اعطوهم أو منعوهم.
من الطرائف التي قد تحدث أيضاً يومياً مع امثال هؤلاء انك احياناً تمد يدك لتعطيه 5 ريالات فيطلب 10، ولو اعطيته علبة مواد استهلاكية أو لباساً لطلب ابدالها بمبلغ نقدي، ولو تصدقت عليه بكيس ارز لفضل عليه قيمته لتعبئة بنزين للسيارة، وقد يطلب احدهم القلم الذي في جيبك أو الساعة التي في يدك اوالمفكرة الشخصية، ومن طرائف الأمور ما رواه لي أحد الاخوة الاخيار من أنه تبرع لأحدهم بعمرة له ولأمه وزوجته وأولاده عن طريق البر، وبعد مدة جاء «المنتفع» ليريدها عن طريق الجو..!!
قصص عديدة وربما لن ينتهي احدنا من قراءة هذه الكلمات إلا وتدور في ذهنه عشرات الأمثلة، وصدق أهل الشام عندما قالوا في مثلهم الدارج «شحاذ ومشارط»، وقد سألت عن المعنى الدقيق للمثل فوجدت ان المقصود به هو الشخص الذي يتسول ويشترط على الآخرين ما يأخذه منهم.
وعلى الهامش: حذار من المتسولين في السيارات الذين يسألون عن 50 ريالاً فقط من اجل البنزين ويدعون انهم جاءوا من مدينة بعيدة ويكثرون أمام الفنادق والمستشفيات والمطاعم. وكل عام وأنتم بخير.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved