Friday 7th november,2003 11362العدد الجمعة 12 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استفتاء حول الطب البديل استفتاء حول الطب البديل
طبيب عادي: الطب البديل لم يصنع المعجزات وإلا لكان حصل على براءة اختراع كنبتة الثوم

* الرياض - رانيا القرعاوي:
العقم، السمنة، السكر، تساقط الشعر وغيرها من الأمراض التي لا يوجد بيت يخلو من أحدها وتحتاج إلى مدة طويلة من العلاج الذي قد يفيد أحياناً وقد لا يجدي أحياناً أخرى ورغم أن الأطباء أحياناً يصارحون المريض بأنه لا أمل بالانجاب، ومع أن المريض بالسمنة قد يجلس شهوراً يتبع حمية غذائية تلو الأخرى ورياضة إلى أن العزيمة عنده لا تقوى للاستمرار مدة أطول فينهي كل شيء ويعود للأكل من جديد ومع معرفتنا بأن السكر ليس له علاج نهائي ورغم هذا كله ومع اندلاع مشاعر اليأس في نفوس الأفراد نجد وسائل الإعلام كل يوم تستضيف طبيباً عربياً وهو نوع من الطب لا يعتمد على الأدوية أو التحاليل، ولكنه يقتصر فقط على المعالجة بالأعشاب التي خلقها الله سبحانه، فمن عشبة تشرب مرتين كل يوم لكي يزول عائق الانجاب أو طلح النخل المخلوط بالعسل والذي يزيد من احتمالية التبويض إلى عشبة تشرب 4 مرات على الريق ودون الحاجة لريجيم لتجد الدهون من جسمك تتناقص إلى غيره من الوصفات العربية التي تثبت الأمل في نفوس الناس وتعيده إليهم من جديد، ولكن ما موقف الناس من هذا النوع من العلاج وهل استفادوا منه حقاً؟.
كان هذا محور الاستبيان الذي أجرته «الجزيرة».. وزعت فيه 150 نسخة على الجمهور لتكون نتيجته أن 3 ،52% قالوا نعم للعلاج بالأعشاب مقابل 7 ،13% أجابوا بلا للمداوة به منهم 1 ،57% رأوا أنه كلام فارغ و9 ،42% لخوفهم من حدوث أضرار عند استخدامه، وما بين هاتين النسبتين كانت ل«7 ،13% لمن يوافق على التداوي ولكن بعد اللجوء للطب التقليدي.
اتهم البعض وسائل الإعلام بأنها هولت من شأن هؤلاء الأطباء وأوسعت لهم مجالاً ووقتاً أكثر مما دفع الناس للاقتناع بهذا النوع من الطب ولكن جاءت نتيجة الاستبيان بعكس هذا حيث أرجع 4 ،32% من الناس اقتناعهم به لتجارب الأصدقاء و6 ،39% عزوا هذا لقناعة وراثية من الأهل في حين أرجع 28% السبب إلى وسائل الإعلام، ما نسبته 3 ،40% كانوا يتداوون بالأعشاب قبل الذهاب للطبيب المختص و3 ،17 عند فشل الطب العادي في حل المشكلة و4 ،42 عند نصيحة أحد الأصدقاء لهم بالأمر.
الغريب في الموضوع أن من استفادوا منه كانوا 43% مقابل 57% لم يستفيدوا منه.
بالنسبة لمهاجمة الطب الشعبي أرجع 25% من المؤيدين له الأمر لخوف الأطباء من سحب البساط منهم و23% لارتباط هذا النوع بالجدل، 50% من الناس لادعاء البعض معرفتهم به في الوقت الذي لا يجيدونه بينما 2% فقط أرجع السبب إلى عدم تجريب الناس له.
وحول سؤالنا إذا كان للطب العادي أضرار أكد 51% بأنه ليس له أضرار في مقابل 49% مقتنعين بوجود أضرار له.
ومن الغريب أيضاً أن 80% من الفئات العمرية من 18 - 24 سنة بينما 40% من الفئات 25 - 35 سنة أما من هم فوق ال«50» سنة فكان تأييدهم له بنسبة 60% فقط.
وهذا يعني أن هذا النوع من الطب قد اجتذب صغار السن، من الجنسين أكثر مما اجتذب الكبار، بمعنى أنه قد يصبح هو المسيطر بالفترة المقبلة.
لهذا توجهنا إلى د. فؤاد نزهت اليافي رئيس قسم الأمراض الباطنية بمستشفى المملكة الذي أرجع اعتقاد البعض للطب الشعبي إلى وسائل الإعلام التي أعطت لهم مساحة ووقتاً أكبر مما يستحقون وقدمت لهم نافذة يطلون منها للناس دون رقيب أو حسيب على صحة أقوالهم، وإلى قلة الخبرة والجهل لدى الناس وفسر لنا نتيجة الاستبيان أن من انجذب له هم الفئة العمرية الصغيرة التي تنقصها الخبرة والتجربة وتتميز بالانجذاب لما هو جديد وغريب، وبدأ كلامه بالتعريف بالطب البديل وأنه يعتمد على أساليب علاجية غير الأدوية التقليدية المتعارف عليها كالأعشاب والوخز بالابر الصينية والعلاج بالأغذية والتنويم المغناطيسي وأن الفرق بينه وبين الطب التقليدي أن الأخير يعتمد على تجارب علمية لتقييم دواء ما بدأ من المراحل المخبرية إلى التجارب على الحيوانات ومن ثم الانتقال لتجريبه على البشر بأعداد محدودة يتم من خلالها تجربة هذه الأدوية ومراقبة آثارها الجانبية غير المرغوب فيها لتقييم فائدة وقيمة الدواء ومن ثم تسجيله رسمياً من قبل السلطات الصحية المختصة قبل طرحه للاستعمال العام.
أما الطب البديل فهو طب قديم حديث بدا معتمداً على التجربة والملاحظة البدائية من خلال استعمال الأعشاب ونباتات خاصة وهذا ما ولد خبرة متراكمة عن فوائد هذه الأعشاب.
ويضيف د. اليافي إن غياب المقاييس العلمية الحديثة لمعايرة آثار هذه الأعشاب أدى إلى استخدام العديد من الأعشاب التي ليس لها أثر ايجابي بل وربما لها آثار سلبية،وأكد أن الطب البديل أبداً لم يصنع المعجزات ولم يعالج أموراً لم يعالجها الطب ولكنه قد يستطيع علاج شيء عالجه الطب، عن طريق عشبة ما، وحول سؤالنا عن وجود مادة للأعشاب تدرس بكلية الطب أجاب إنه إلى الآن لا توجد مادة تدرس الأعشاب ولكنه مع وجود هذه المادة لأن الطبيب يجب أن تكون له ثقافة ومعرفة بالأعشاب وفوائدها حتى يستطيع مناقشة وتحليل هذا الموضوع، وإن وجود تزاوج بين الطبين العادي والتقليدي يشكل حلاً مثالياً يغني الطب التقليدي برافد جديد من العلم ويعطي الفرصة للطب البديل ليتم تقييمه بشكل علمي ليثبت المفيد ويكشف الضار، وربما يكون المؤتمر العالمي الأول للطب البديل والذي أقيم في جدة في العام الماضي هو بداية الطريق للمزج بين النوعين وهذه المؤتمرات تساهم في معرفة الأطباء بفوائد الطب البديل واستخداماته، وعن الحصول على براءة اختراع لهذه الأعشاب أكد أن أي فرد يشعر أنه اكتشف شيئاً من حقه الحصول على البرائة وأنه في العقدين الأخيرين بدا تقييم العديد من المركبات العشبية وأخضعت هذه المركبات لنفس مقاييس تقييم الطب التقليدي، وأشهر مثالين لذلك هما الثوم وعشبتا الجينكو بيلوكا والجينسنغ فقد أثبتت التجارب أن نبات الثوم يساعد على تخفيض الشحوم والكوليسترول وضغط الدم، كما أن عشبة الجينكو بيلوكا مفيدة في علاج الزهايمر أو الخرف المبكر لدى المسنين، ويعتقد أن عزوف الأطباء الشعبيين ممن يظهرون على الساحة الإعلامية هو عدم تجريب الدواء بشكل كاف وعدم وجود دليل علمي يثقون به للتقدم للحصول على براءة الاختراع وإلا لكانوا فعلوا، وعن نصيحته للناس أجاب بأن لا يسارعوا إلى استخدام تلك الأعشاب إلا بعد معرفة مما تتكون منه وهذا ينطبق على أي شيء وليس الأعشاب فقط لأن استخدام هذه المركبات العشبية قد يحمل خطراً أو يؤخر استخدام العلاج الذي أظهر فائدته أو يسبب التسمم.
أما عن رأي الطرف الآخر فكان لنا لقاء عبر الهاتف مع د. أحمد قنديل والذي له من 35 - 40 سنة خبرة في مجال الطب العشبي أو البديل وله كتاب اسمه القنديل الدليل إلى طب الأعشاب وموشك على طرح الجزء الثاني منه، قال إن ما جذبه إلى هذا النوع من الطب هو أن الطب التقليدي إلى الآن لم يكتشف علاجاً لأمراض كالعقم أو السمنة مما دفعه لتجربة أعشاب عديدة حتى استطاع الوصول لعلاج لهذه الأمراض لثقته بأن الله لم يخلق الداء إلا وخلق له الدواء، ويؤكد لنا د. قنديل أن من بين 35 - 40 ألف مريض بالعقم انجبوا بفضل الله ثم بفضل الأعشاب التي هداه الله لاكتشافها، وأضاف أن الأطباء الذين يهاجمونه هم فقط خائفون على مصلحتهم وهمهم، المسألة المادية، فقط فهم يريدون أن تستفيد الشركات الأجنبية الأمريكية والفرنسية والتي تصنع الدواء ولا بد أن تستفيد منه، وأن الأطباء الذين يهاجمونه منهم من يأتي له لعلاجهم مضيفاً أنه عالج أكثر من 37 طبيباً عجزوا عن علاج أنفسهم، وعند سؤاله عن الحصول على براءة اختراع أجاب بأن هذا الطريق صعب وطويل وأنه حاول الحصول على البراءة ولكن وقته كان يضيع بين الاجراءات والتعقيدات ففضل عدم الحصول عليها مكتفياً بتصريح من وزارة الصحة بأن ما يستخدمه ليس له أضرار جانبية، وذكر لنا أنه يعتمد في علاجه على سمعته فما أن يأتي له أحداً من دولة ما إلا ويذكر له أكثر من 200 شخص من نفس دولته يجب أن يكون يعرف أحداً منهم ليثق به، وعند معرفته بنسبة من لم يستفيدوا منه أجاب بأن كل مهنة يدخلها أشخاص غير متمكنين منها هدفهم الشهرة أو الحصول على مال، وأنه يوجد بالفعل أطباء دخلوا المهنة وهم على غير معرفة بها حتى أنهم أصبحوا يستخدمون أشياء غريبة كالفستق والجوز واللوز وهي أشياء لا تضر ولكنها بنفس الوقت لا تفيد، وأنه يجب على الشخص الذي يأتي عند طبيب أعشاب أن يتأكد من أقواله من خلال ما يسمعه من أصدقائه أو الناس الذين عولجوا عنده، ولا يمانع د. قنديل من وجود مادة عن الأعشاب أو مؤتمرات مشتركة بين النوعين ليستفيد كلاهما من الآخر، لأنه في النهاية يصب في صالح الناس والبشرية.
ونحن أيضاً نضم صوتنا ونطالب بتقنين الطب البديل وفحصه من قبل الجهات المختصة حتى لا تذهب أموال الناس سدى ويصبح المجال متاحاً لكل من لا مهنة له.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved