يظن الناس بهذا الزمان وفي كل زمان أن المعاق هو من فقد أحد أطرافه أو أحد حواسه لكن أنا أرى عكس هذا كله، لأن الذي يفقد أطرافه أو حواسه لا يكون معاقاً لأنه باستطاعته أن يتغلب على إعاقته ويصبح عضواً بناء في المجتمع، ولأن باستطاعته أن ينجز شيئاً يجعل التاريخ يحتفظ باسمه، فكم معاق أصبح داعياً لله على كرسيه، وكم فاقد للبصر أصبح إماماً للمسجد، وكم وكم..الخ لكن المعاق الحقيقي هو من فقد مشاعره وأحاسيسه فصار كالجسد بلا روح، وكالليل بلا قمر، وكالبحر بلا درر فأصبح لا يحس بمشاعر الآخرين ولا يبالي بهم فتجده يقذف الكلمات ولا يزنها ويتلفظ بالعبارات ولا يعيها أي اهتمام لأنه معاق حقاً، فتجده يخالط مجتمع الناس وهو متبلد الإحساس، إلى متى ونحن نفتقد عنصر المشاركة الوجدانية، إلى متى أيها المعاقون؟..، فحقاً نحن ظلمنا فئة جعلت لها رمز ومجد بين المجتمع، جعلت لها مكان وجاه ظلمناها بقولنا «معاقون».
وسمية الحربي / الرياض
|