* عنيزة - بندر الحمودي:
تقدر قيمة الشعوب المتحضرة بكيانها الأثري وموروثاتها الأدبية وكما يعلم الجميع أن تراث المملكة العربية السعودية يعتبر غنياً عن التعريف.. ولكن.. هل لقي هواة هذا المجال الدعم والرعاية؟؟ «شواطئ» تسلط الضوء على هذه الزاوية وتطلع على ما تحويه جعبة المواطن سلمان بن غازي الرحيمي والذي قد أولى اهتمامه بجانب هام من جوانب تراثنا العريق والزاخر.. الرحيمي من مواليد عام 1390هـ، بدأ في عام 1407هـ بجميع العملات والأوراق النقدية السعودية والخليجية والعربية وبعض منها أجنبية.
وحول بدايته وأسبابها والدوافع التي جعلته ينتهج هذا النهج أفاد بأن والده كان يحتفظ ببعض من العملات القديمة للدولة السعودية من عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - مؤسس هذا الكيان .. ومن هنا وجدت الدافع للحصول على أكبر قدر ممكن منها.
كما أنني استطعت أن أحصل وبصعوبة على الكثير منها من كبار السن الذين عاصروها وعاشوا وقت العامل بها.
وقد أفاد الرحيمي بأنه قد عرض عليه المشاركة في عدد من المعارض والمتاحف ولكن عدم اتساع الوقت به حال دون ذلك مع رغبته الكاملة في نشر هذا التراث الذي يعتز به شخصياً كما يعتز به كل مواطن.
ومن خلال ما يحويه معرضه الصغير في منزله قال إن أقدم عملة سعودية لديه ترجع إلى تاريخ 1346هـ وهي عبارة عن عملة معدنية «قرش واحد» باسم ملك نجد والحجاز وملحقاتها.
وكما يظهر أن الرحيمي يجد بالغ المتعة في ذلك كما أن بهجته تزداد حال حصوله على أي عملة جديدة تثري وتزيد ما لديه وقد أفاد بأنها قد طلبت للشراء ولكن المقابل بالنسبة له لا يساوي ولو جزءاً من قيمتها التراثية لديه. وكما يعلم الجميع أن عنيزة تحوي مدخراً تراثياً ضخماً وهذا ما دفع الرحيمي إلى الذهول والاستغراب.. حيث إن المهتمين بجمع القطع الأثرية وغيرها في عنيزة كثر ومن المؤسف حقاً أن لا يجدوا داراً تراثية واحدة على الأقل تعرض ما يحتفظون به من ثروات هائلة لا تقدر بثمن لأني وإن كنت أنا من يجمعها إلا أنها من حق الجميع وللجميع الحق في الاطلاع عليها.
وقد استذكر الرحيمي رحلته الغريبة إلى تبوك لشراء نصف قرش قد ذكره له أحد زملائه حيث قال ذهبت بلا تردد إلى تبوك في مكان يسمى «الحمادة» لأسأل كل من أقابله عن ذلك الشخص المقصود حتى وصلته شخصياً ليقابلني بدهشة بعد سماعه قصتي لأرجع منه وفي حوزتي نصف قرش عثمانية وقد ضرب عليها تاريخ 1329هـ.
ومما لا شك فيه أن عصر التطور الذي نشهده الآن قد أتاح المجال للجميع لعرض ما لديهم عن طريق الانترنت وقد أبدى الرحيمي حماسه لما طرحته عليه «شواطئ» لافتتاح موقع له على الانترنت يحوي ما تزخر به مجموعته التراثية ليدع الفرصة للشباب والشابات لأن يطلعوا على هذا التراث العريق والغالي لدينا جميعاً.
|