* القاهرة - مكتب الجزيرة - إبراهيم محمد:
حذرت ندوة اقتصادية عن مستقبل العراق من خطوة رهن النفط العراقي كضمان لتدفق الاستثمار الموظف في اعادة الاعمار فعملية الاعمار ليست مجرد مشروع مقاولات لكن هي مشروع اعادة بناء سياسي واقتصادي واجتماعي ومؤسسي وقال الدكتور سليمان المنذري استاذ الاقتصاد في الندوة التي عقدتها الجمعية الضريبية للبحوث الاقتصادية بالقاهرة مؤخرا عن مستقبل الاقتصاد العراقي انه لاعادة اعمار العراق لابد من توافر موارد مالية كافية حيث ان الفجوة بين الموارد والاحتياجات لاعادة الاعمار كبيرة جدا كما ان الدول المانحة قدرت حجم المساعدات المطلوبة للعراق بـ100 مليار دولار امريكي منها 4 مليارات مساعدات عاجلة في مجال الغذاء والزراعة للعام القادم وحده.
واضاف المنذري ان معظم العقود الكبرى ستمال الى شركات امريكية وبريطانية وهناك مجال للحصول على عقود من الباحثين لبعض الشركات الخليجية. واكد المنذري ان حصة الفرد من الناتج المحلي بلغت 4219 دولار عام 1979م انحدرت الى 485 دولار عام 1993م وبسبب التصدير الجزئي للنفط العراقي ارتفع نصيب الفرد الى 1078 عام 2002م وذكر انه بسبب الحصار وصل معدل التضخم عام 1991م الى 500% ويقدر حاليا بـ90%.
واكد المنذري ان نسبة البطالة بين القادرين على العمل تزيد على 75% من السكان وقال انه في ظل الظروف الحالية تدهور سعر الصرف الى ما يزيد على 1800 دينار لكل دولار. أما السعر الرسمي فهو 311 ،0 وهو سعر لا يعكس القيمة الحقيقية للدولار في السوق.
وقال المنذري انه على الرغم من تباين الارقام لحجم المديونية فان اكثر التقديرات تفاؤلا تشير الى 61 مليار دولار لدول نادي باريس فقط بما في ذلك الفوائد والمصاريف بينما تذكر تقارير مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ان قيمة الديون والتعويضات المستحقة على العراق تقدر بحوالي 383 مليار دولار أمريكي منها تعويضات لاضرار ناجمة عن حرب الخليج قيمتها 199 مليار دولار ويشار الى ان هناك 172 مليار دولار هي عبارة عن مبالغ مستحقة لحكومات ومؤسسات وشركات وافراد و127 مليار دولار هي عبارة عن دين خارجي منه 47 مليار دولار مستحقة كفوائد. كما تقدر هذه التقارير قيمة الديون المستحقة على العراق بدون فوائد بنحو 80 مليار دولار منها 30 مليار دولار مستحقة لدول الخليج و17 مليار دولار مستحقة للكويت وحدها بالاضافة الى 12 مليار دولار مستحقة لروسيا.
واوضح المنذري ان هناك انتشارا لظاهرة البؤس والدمار السائد في العراق لا يوجد لها مثيل في بلد آخر في العالم وان هناك 4 ملايين انسان يواجهون المجاعة بينهم 3 ،2 مليون طفل تحت سن الخامسة ونحو 600 الف اسرة فقيرة دون عائل وان هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي ادى الى انتشار الفساد والسرقات والعمليات الاجرامية المصحوبة عادة بالقتل والنهب والسلب وان اغلب السكان بسبب الحروب والحصار في اوضاع مالية بائسة ويتراوح متوسط دخل الاسرة السنوي 20 الى 75 دولاراً امريكياً.
| 
