Friday 7th november,2003 11362العدد الجمعة 12 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معدلات الفقر والجوع في أمريكا ليست مسئولية الرئيس بوش السياسية معدلات الفقر والجوع في أمريكا ليست مسئولية الرئيس بوش السياسية

* واشنطن - لاسلو ترانكوفيتس- (د ب أ):
تنبش صناديق القمامة في الشوارع المحيطة بالبيت الابيض بشكل يومي، فالمشردون ذوو الملابس الرثة يفتشون عن بقايا الطعام أو بعض الاشياء ذات القيمة.
الفقر والجوع هما جزء مرئي من المشهد في المدينة العاصمة في أغنى وأقوى دولة في العالم.
إلا أن هناك وجهات نظر مختلفة بدرجة كبيرة في الولايات المتحدة حول أسباب الفقر وأيضا أعداد الفقراء ومن غير المحتمل أن تنعكس بصورة سيئة على الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2004م. ولا يزال رقم الفقراء والجوعى في الولايات المتحدة أمرا لا يمكن تجاهله، ففي منطقة واشنطن هناك 100 ألف طفل يذهبون للنوم وهم جوعى طبقا لاعلان في إحدى الصحف نشرته سلسلة ضخمة لمحلات سوبر ماركت محلية بدأت بالفعل حملة لجمع التبرعات لعيد رأس السنة (الكريسماس).
وبدأت أيضا صحيفة نيويورك تايمز حملتها التقليدية لجمع التبرعات عشية الكريسماس معطية الفرصة لسكان نيويورك لمساعدة المشردين.
ورغم أن معدل سعر الشقة في مانهاتن ما يقرب من مليون دولار حسبما تقول الصحيفة فإن عدد الفقراء والمشردين يتزايد.
وقالت الصحيفة «إن الخليط المتناقض للثروة والفرص والعمل الشاق والعوز اليومي المجحف من النادر أن يتضح بهذه الصورة الواضحة للغاية». فهناك 18 من بين كل 100 من سكان نيويورك فقراء.
أما عدد المشردين في مدينة نيويورك فقد تضاعف إلى رقم قياسي وهو 40 ألفا في السنوات الخمس الماضية. وهناك ما بين 4 ملايين و7 ملايين شخص في الولايات المتحدة بينهم مئات الالاف من الاطفال يعيشون جوعى طبقا لاحصائيات وزارة الزراعة.
ولكن على عكس تلك الارقام فإن الاقتصاد بدأ في التقاط أنفاسه معطيا بوش شيئا يبعث على الارتياح. ففي الاسبوع الماضي قالت وزارة التجارة إن إجمالي الناتج المحلي- وهو قيمة جميع السلع والخدمات المنتجة في الولايات المتحدة- ارتفع في الربع الثالث بمعدل سنوي بلغت نسبته 2 ،7 في المئة. وهذه أعلى قفزة خلال عقدين من الزمان. ويثق بوش في أن التخفيضات الجذرية التي أجراها على الضرائب هي التي تنشط الاقتصاد وتدفعه إلى النمو السريع، ولكن السياسة بالكاد ليس لها أي تأثير إيجابي على سوق الوظائف حيث معدل البطالة يبلغ 1 ،6 في المئة، كما أن الاخبار الاقتصادية ليس لها أي تأثير على المجموعات الاجتماعية الفقيرة.
فعدد الفقراء في الولايات المتحدة أخذ في النمو، وكان حوالي 35 مليونا من بين إجمالي عدد سكان يبلغ 282 مليون نسمة يعيشون في فقر العام الماضي طبقا لاخر الاحصائيات، وهذا يزيد عن العام السابق له بمعدل 4 ،1 مليون نسمة. ويعتبر الشخص فقيرا في الولايات المتحدة إذا كان ينتج أقل من متوسط الدخل. فأسرة مكونة من أربعة أفراد تعتبر فقيرة إذا كان دخلها أقل من 18390 دولار (حوالي 17000 يورو) ويعتبر الناس هذا الدخل ضئيلا ولا تفرض عليه ضرائب فيدرالية.
ومع ذلك ليس هناك ما يجعل بوش يقلق عليه كثيرا من الناحية السياسية فيما يتعلق بالفقر في الدولة قبل عام من الانتخابات. فمعدل الفقر في عام 2002 مثل فقط زيادة طفيفة عن العام السابق له، ويمكن توقع شيء ما خلال الركود الاقتصادي العام الماضي.
وباستثناء ذلك وعند المقارنة بالعقود الاربعة الماضية فإن الارقام تظهر أن مستوى الفقر متوقف عند مستوى تاريخي منخفض، فقط في سنوات الانتعاش في أواخر التسعينات عبر عام 2001 كان مستوى الفقر منخفضا بمعدل طفيف عما هو عليه اليوم.
وقال عالم الاجتماع ديفيد جاريسون نائب مدير معهد بوكينجز في واشنطن ان الامريكيين يتوقعون من الدولة أقل مما يتوقعه الناس في أوروبا والاجزاء الاخرى من العالم. وعلماء الاجتماع المحافظون مثل روبرت ريكتور من مؤسسة هيريتدج في واشنطن له رأي مثل الاغلبية العظمى من الامريكيين وهو أن الفقراء هم المسئولون في جانب كبير عن وضعهم الذي هم عليه خاصة في دولة توفر فرصا بلا حدود، إنه الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون الذي دفع في طريق الاصلاح الاجتماعي الذي يتطلب أن يجد العديد من العاطلين ومتلقي الاعانات الاجتماعية أعمالا وتقليص المساعدات الاجتماعية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved