في مثل هذا اليوم تمكن العالم الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين من أخذ مكانه ضمن قائمة العلماء الذين أثروا الحياة العلمية الحديثة بل والحياة الثقافية أيضاً.
ولنقل بالأحرى ان مثل هذه النظريات استطاعت أن تحول فكر الناس وأن تفتح لهم آفاقاً جديدة في العالم من حولنا.
وتفسر نظرية النسبية لآينشتاين حركة الجزيئات السريعة التي تقارب في سرعتها سرعة الضوء. بل ويمكننا القول انها قدمت التفسير الصحيح لحركة هذه الجزيئات. ليس معنى ذلك أن تفسيرات العالم إسحق نيوتن كانت خاطئة ولكن آينشتاين قدم تفسيرات أقل دقة وأكثر وضوحاً. وعلى العكس، فإذا كان آينشتاين قد قدم لنا تفسيرات حول سرعة الجزيئات التي تقارب سرعة الضوء فإن ما توصل إليه بالنسبة لحسابات سرعة الأشياء البطيئة يفوق بكثير مقارنة بسرعة الضوء لا يحمل اختلافاً كبيراً عما جاء به إسحق نيوتن من قبله. ولذلك فإن نظريته لاتعتبر بالغة الأهمية في حياتنا اليومية على العكس من نظريات وتفسيرات نيوتن التي تفسر الكثير من أمور الحياة اليومية.
من جهة أخرى نجد أن نظرية آينشتاين تخدم الكثير من الأغراض العلمية خاصة في مجال الفيزياء والطاقة وغيرها من المجالات المتخصصة التي تخدم بشكل أو بآخر حياتنا بشكل عام.
وتعتمد نظرية النسبية على مبدأين أساسيين:
1- ان سرعة الضوء ثابتة بالنسبة لكل الناس بغض النظر عن سرعتها النسبية.
2- ان قوانين الفيزياء ثابتة ولا تتغير في أي مكان وزمان.
أما آثار هذه النظرية على الحياة العامة والثقافية فكبير أيضاً. حيث ان كثيرا من الأفكار التي كان الناس يعتنقونها تغيرت بسببها. كان المعنى العام للنظرية أن كل ما هو ملموس بالنسبة للإنسان نسبي تماماً بمعنى أنه قد تكون له حقيقة ما بالنسبة لشخص معين بينما تختلف هذه الحقيقة بالنسبة لشخص آخر. واستمرت هذه التأثيرات والأفكار حتى تحولت إلى فلسفات حول التعامل بين بعض الناس وبين بعضهم الآخر كما وصلت إلى كون بعض الناس ينظرون إلى القيم والأخلاق والعادات الموجودة في مجتمعاتهم أيضاً بشكل نسبي فأخذ الناس يعتبرون مسألة الأخلاق مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر وينظر لها كل شخص حسب رؤيته الشخصية بدلاً من أن يكون هناك قوانين ومعايير ثابته للناس في حياتهم وضوابط تحكم تصرفات الناس وتعاملات بعضهم مع بعض.
|