في مثل هذا اليوم من عام 1917م اندلعت الثورة البلشفية في روسيا بقيادة فلاديمير لينين الذي أعد عدتها وهو في منفاه الاختياري بفلندا. لقد جاءت ثورة البلاشفة بعد سلسلة من التحضيرات والإعدادات وتوفر الظروف الموضوعية كتمرد في الصفوف الجيش الألماني، حيث أشار إليها لينين في إحدى خطبه قبل اندلاع الثورة بقوله: «إن الموقف الدولي يعطينا سلسلة من الأسباب الموضوعية للاعتقاد بأننا إذا أقدمنا الآن فسنجد في البروليتاريا الأوروبية كلها حليفاً يقف إلى جانبنا». بعد عودة لينين من المنفى ودخوله بتروجراد متخفياً عقدت اللجنة المركزية للحزب البلشفي اجتماعا بهدف الاستعداد للثورة واتخاذ الخطوات العملية لها. وأقر لينين في اجتماع 23 أكتوبر من العام نفسه في تقرير قدمه للجنة المركزية بضرورة إشعال الثورة المسلحة وصادقت اللجنة على هذا القرار. وكان عدد أعضاء الثورة البلشفية آنذاك 400 ألف عضو حزبي. وانبثق عن هذا الاجتماع لجنة متخصصة سميت (اللجنة العسكرية الثورية) برئاسة لينين نفسه، وأشرفت على مجمل الأعمال فيما يخص إعداد وقيادة الثورة المسلحة. وانتشر مندوبو اللجنة المركزية للحزب البلشفي في المناطق الصناعية الروسية بهدف قيادة الانتفاضة وسط عمال المصانع، واستكملت قيادة الثورة استعداداتها لشن الهجوم.
في مساء 6 نوفمبر جاءت اللحظة الحاسمة التي دعا فيها لينين لحسم الأمر في هذا اليوم، وبناء على أوامره احتل الحرس الأحمر والجنود والبحارة محطات السكك الحديدية والجسور ومراكز المواصلات ومحطات الكهرباء ودوائر الحكومة ومصرف الدولة وغيرها من المرافق.
وفي7 نوفمبر أعلنت الثورة البلشفية سقوط الحكومة المؤقتة والقبض على جميع أعضائها، وكونت في اليوم نفسه حكومة جديدة مؤقتة أطلق عليها اسم المجلس السوفيتي برئاسة فلاديمير لينين.
كما أصدر المجلس بياناً أكد فيه أن الحكومة المؤقتة قد عزلت وانتقلت سلطة الدولة إلى يد مجلس السوفييت بمدينة بيتروجراد لنواب العمال والجنود والمهن العسكرية الثورية القائمة على رأس طبقة العمال وحاميتها وتضمن وعدا بتحقيق الأهداف التي ناضل الشعب من أجلها والمتمثلة في التصالح الديمقراطي وإلغاء الملكية الكبيرة للأرض، والرقابة العمالية على الإنتاج.
قاد لينين نهضة صناعية كبرى أخرجت الاتحاد السوفيتي من عصر ما قبل الصناعة إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى ولكن كان ثمن ذلك التضحية بملايين البشر.
| 
