راجعت مرة رئيس بلدية بريدة المهندس احمد السلطان فرأيت باب مكتبه مفتوحاً وسمعت صوتاً رفيعاً من احد المراجعين يتكلم مع رئيس قسم من اقسام البلدية، مناقشة حادة امام الرئيس وفي مكتبه وكان الباب مفتوحاً.. ولكنني كمراجع وقفت خارجاً حتى انتهى الحديث.. ودخلت وتحدثت مع هذا الرجل فاعجبني دماثة اخلاقه، وهدوء اعصابه، وحيويته ونشاطه، يبادرك بالتحية، والنظرة البشوشة، والوجه الطلق، يحاول ان يخدم المواطن بقدر المستطاع وفق لوائح النظام، اقول بأن هذا الرجل يعتبر مدرسة في الاخلاق وحسن التعامل، والدقة في اداء العمل، وعندما كبر منصبه وعين مديراً عاماً للشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم، راجعته مرة لتوقيع معاملة فرأيت باب مكتبه مفتوحاً ايضاً، واستقبلني برحابة صدر ونفس طيبة تحب تأدية العمل باخلاص، فالمواطن يخرج من مكتبه مرتاحاً ومتقبلاً حتى ولو لم يخدمه في شيء فالرجل يعتبر بحق وحقيقة موظفاً ورئيساً مثالياً ويستحق الاشادة. وما رأيته داخل دائرته ان جميع رؤساء الاقسام ابوابهم مفتوحة، يخدمون المواطن بكل اخلاص، ونزاهة، ويحرصون على تحقيق رغبة المواطن، قدر المستطاع بما يخدم المصلحة العامة، وفق الانظمة واللوائح، احسبه والله حسيبه ان هذا الرجل، يتقي الله في نفسه بعيداً عن الكبر والتكبر تسمع صوته رفيعاً برد السلام.. يقول الله سبحانه وتعالى {(وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ) }، فالعدل صفة من صفاته،
أسأل الله ان يوفقه في حياته وان يكثر من امثاله انه سميع مجيب.
|