سإن الاسراف مشكلة متعددة الجوانب والأشكال، في مجال الغذاء واللباس والأثاث والسيارات والسلع والخدمات.
ثم إن الإنسان إذا أكثر من الطعام، لم يستطع له هضماً، حيث يصاب بالتخمة وعُسر الهضم، وقد يحدث ان تصاب المعدة فيفقد المرء شهيته للأكل وإن تناول طعاما لم يستطع له هضماً فقد يصاب نتيجة لذلك بالإسهال أو الامساك كما ان الاسراف في الطعام يؤدي الى البدانة، ومن ثم يتعرض الانسان لأمراض القلب وارتفاع الضغط وأمراض الكلى والسكر.
ولا تقتصر مشكلة الإسراف في الطعام على استهلاكه، بل تمتد لتشمل بعض السلوكيات المرتبطة به.
وفي هذا الصدد تشير بعض الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية أن ما يُلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير الى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 45% من حجم القمامة.
والملاحظ في دول الخليج العربي أن كمية المواد الغذائية التي تلقى في القمامة كبيرة جدا بالمقارنة مع غيرها من دول العالم.
كما يلاحظ اليوم أن الدنيا عند كثير من الناس أصبحت أكبر همهم ومبلغ علمهم فأصبح الطعام لهم هدفا لا وسيلة، فتراهم يبحثون في الأسواق عن أنواع الطعام ويُسرفون في قضاء أوقاتهم في المحلات التجارية والأسواق يشترون ما استجد صناعته واختلف نوعه ولونه.
إن الهدي النبوي ينصّ على القاعدة الذهبية التالية: ما ملأ آدمي وعاءً قطُّ شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث: إن مراتب الغذاء ثلاثة: إحداها مرتبة الحاجة، والثانية مرتبة الكفاية والثالثة مرتبة الفضلة.
إن الأولى والأجدر بنا أن نرعى نعم الله ونؤدي حق شكرها، ونستهلكها على الوجه المفيد النافع دون مبالغة أو إسراف.
(*) المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|