في أروقة الأمم المتحدة وفي جمعيتها العامة وفي مجلس الأمن يجري التصويت على موضوعات شتى وخصوصاً بشأن الشرق الأوسط، فتتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل جانباً وتبقى بقية العالم في الجانب الآخر.
آخر الأمثلة..لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض «الفيتو» لكي تمنع صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف بناء الجدار العازل في الضفة الغربية بينما صَوَّت معظم أعضاء مجلس الأمن مع القرار لأن الجدار يمثل أكبر التحديات أمام أي محاولة للسلام.
وفي بحر الأسبوع الجاري قالت أوروبا كلمتها في أمريكا وإسرائيل حيث اعتبر أحدث الاستطلاعات التي أجراها الاتحاد الأوروبي أن أمريكا وإسرائيل هما أكبر مهددين للسلام العالمي.
وهكذا انضم حتى الأوروبيون حلفاء أمريكا، إلى بقية شعوب العالم في رفض السياسات الأمريكية والإسرائيلية.
وبدلاً من أن ينبِّه هذا الاستطلاع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أهمية إعادة النظر فيما يفعلانه بنفسيهما وبالعالم ويسعيان بدلاً من ذلك إلى انسجام أكثر مع العالم من خلال سياسات تكون مقبولة للآخرين وترعى مصالحهم مثلما ترعى مشاعرهم، فقد فضَّلت إسرائيل أن تصبَّ جام غضبها على الاتحاد الأوروبي متهمة المسؤولين فيه بالتحيُّز ضدها ومشيرة إلى أن عملية الاستطلاع لم تخل من الغرض والتدبير المسبق ضد إسرائيل.
أما الولايات المتحدة فقد رفضت نتيجة الاستطلاع مُدَّعية أنها تجانب الحقيقة.
ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة التي تتصدر دعوتها للديموقراطية جدول أولوياتها وإسرائيل التي تَدّعي أنها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة ترفضان نتائج عملية ديموقراطية هي هذا الاستفتاء.
لقد قال الأوروبيون كلمتهم ومهما كانت ردود الفعل الأمريكية تبالغ في رفض نتائج الاستفتاء، فمن المؤكد أن هذه النتائج وصلت إلى المواطن الأمريكي والناخب الأمريكي وإلى الأوساط التي تسهم في تكوين الرأي العام الأمريكي وستظهر حتماً انعكاسات ذلك في السياسات والمجال الإعلامي.
ومع ذلك فإن المبررات الواهية التي تدفع أمريكا حتى الآن لتأييد المغامرات الإسرائيلية لن يطرأ عليها تغيير طالما ظلّت مصادر القرار السياسي تحت وطأة وضغوط اللوبي الصهيوني الذي يضع مصلحة إسرائيل حتى قبل المصلحة الأمريكية.
|